لم يحصل رئيس عربي مخلوع على ربع ما حصل عليه الشاويش اليمني علي عبدالله صالح، والفضل بالطبع للمبادرة الخليجية، التي يتنكَّر لها، ولأهلها هذه الأيام، ومع ذلك فالرجل، الذي يوصف بالداهية، ومروِّض الثعابين في اليمن، يبدو أكثر صفاقة من أن يستطيع المحافظة على ما حصل عليه من منافع، ومكاسب، أهمها الحصانة التي أنقذت رأسه من المقصلة، ومنعته من دخول السجن. حلم كل رئيس مخلوع في هذا العالم أن يبقى بعيداً عن المحكمة، وأن يسافر ويعود إلى بلده بعد الخلع دون سؤال، وأن يتصرف في أمواله كيفما يشاء، وكل هذه الأمور مجتمعة، وغيرها، تحققت لعلي صالح؛ فهل مَنْ يفرط في كل هذا مروِّض ثعابين فعلاً، وداهية كما يقال؟ أم مجرد رجل غبي خدمته الظروف، وسانده غباء المحيطين به؟ صحيح أن الحصانة تُنجي من بعض المهالك، وصحيح أن الشاويش علي يركن إليها كثيراً في كل ما يقوم به هذه الأيام؛ لكن الصحيح أيضاً أنها ليست شيكاً على بياض، يمكن استثماره مدى الحياة دون سؤال، أو مراجعة، وأظن أن ما قام، ويقوم به فخامة المخلوع، سيؤدي لا محالة إلى إسقاط هذه الحصانة، التي أثبت أنه لا يستحقها أبداً أبداً. - مؤكد أن نهاية علي ستكون مرَّة، وقاسية، وقد تكون درامية مثل نهاية معمر القذافي، ولا أظن أن أحداً سيتعاطف معه حينها بعد كل هذا الخراب الذي أحدثه في اليمن، وبعد كل ما حصل عليه من فرص للخروج من اللعبة بشرف.. حقاً «يداك أوكتا وفوك نفخ» يا فخامة الشاويش!