عندما تقضي عاماً كاملاً من العناء ما بين كتابة بحوث، وتنسيق واجبات، ومذاكرة امتحانات، وسهر طوال الليل، ودوام من أول النهار في مدرستك، التي أنت ملزمٌ بأداء واجباتها الوظيفية كاملة، بالإضافة إلى الواجبات الأسرية، التي يجب أن تؤديها كذلك على الوجه الأكمل، ثم تتوق نفسك لجني ثمار ذلك التعب بعد جهد مضني، وتجد أن الثمار التي تريد جنيها بعيدة عنك، بل تكاد أن تكون مستحيلة، تشعر حينها بخيبة أمل، وأن أمراً ما قد حدث، لتكون أنت الضحية، وأنت مَنْ حصد، وحُرم من جني الثمار. ذلك تماماً ما يشعر به خريجو الدبلومات التربوية لهذا العام في جامعة الباحة. جامعة الباحة اقترفت خطأً في حق خريجيها من الدبلومات، ولم تُحسن توديعهم، فحرمتهم من الحصول على وثائق التخرج حتى يتم دفع الرسوم المتبقية وهي 5000 ريال، ليصبح مجموع ما يتم دفعه 10000 ريال، وتكون بذلك قد استوفت رسوم الدبلوم كاملة. هذه الخدعة، التي فاجأت بها جامعتنا الموقرة خريجيها، كان سببها قرارٌ اتخذ في اجتماع عقد بتاريخ 2-4/ 6/ 1436ه، في وزارة التعليم، ومع الأسف، أخفي محتوى هذا القرار، ولم يعلن عنه في حينه حتى انتهت الامتحانات، وحان وقت تسلم الوثائق، رغم أن محتوى هذا القرار من المفترض نظاماً وقانوناً ألا يطبَّق على مَنْ سبق أن دفع رسوم الدراسة مع بداية العام، بل يسري على مَنْ هم مقبلون على الدراسة في العام المقبل، ومع ذلك تصرُّ الجامعة على ذلك، وتحجز الوثائق طمعاً في دفع باقي المستحقات. ما أريد أن أؤكده لجامعتنا الموقرة هو أن عشرات الألوف من المبتعثين خارج المملكة تتكفل الدولة بمصاريفهم كاملة، وبقيمة تتجاوز سنوياً سبعة مليارات ريال، ومنهم طلابٌ من جامعة الباحة. إذاً لم ولن تتوانى الدولة، رعاها الله، عن تعليم أبنائها، والإنفاق السخي على البرامج، التي تحقق لهم ذلك، وأنا هنا لا أوجه اللوم كاملاً إلى الجامعة، بل إن وزارة التعليم شريكة في ذلك، ولكن الجامعة تتحمل جزءاً كبيراً من الخطأ، والمسؤول في الجامعة وُضِعَ لكي يحل المشكلة لا أن يصنعها. عموماً، الأمل كبيرٌ في الله ثم في والدنا، سلمان بن عبدالعزيز. إن الجامعة التي تسعى إلى تلبية حاجات الميدان التربوي من الكفاءات الجيدة عليها كذلك أن تُبقي لها اسماً لامعاً في أذهان مَنْ تخرَّجوا فيها، وإلا فلن يكتمل البناء، الذي نسعى كلنا إلى تشييده في ظل قيادة قائد عادل، ووطن واعد.