بعد دقائق من الجريمة الآثمة؛ استأنف إمام جامع الإمام الحسين خطبة الجمعة، وصلّى مع المصلين، مطمئنين آمنين في أول ردّ حقيقيّ على الإرهاب والطائفية. وفيما انشغل جزءٌ من رُواد المسجد في متابعة الشهداء والمصابين؛ كان المسجد يلهج بذكر الله في صلاة الجمعة المعتادة. وما إن مالت الشمس نحو المغرب؛ حتى أذّن المؤذن، وزحف الناس إلى الجامع، وفوداً وآحاداً. وسبق إمام الجامع السيد علي الناصر المصلين، وحضر مبكراً، وتحدّث إلى الناس بعقل وحكمة، واصفاً ما حدث بأنه عمل إجرامي سوف تتكفل الدولة بمحاسبة من يقف وراءه ولن يؤثر في معنويات المصلين. وقال إن أبواب المسجد ستبقى مفتوحة أمام قاصديه من كل مكان، لأنه بيتٌ من بيوت الله، وليس بيت أحد آخر. جابر بوصالح هو أحد القائمين على رعاية المسجد.. وقد قال في اتصال مع « الشرق» إن حي العنود في مدينة الدمام من الأحياء القديمة التي تم تأسيسيها قبل نحو 50 عاماً، حيث يعد أغلب سكانه هم من الأسر والعائلات الأحسائية من الطائفة الشيعية الكريمة نزحوا من محافظة الأحساء للاستقرار في مدينة الدمام، إلى جانب إخوانهم أبناء الطائفة السنية الكريمة. وأضاف أن المسجد تأسس عام 1402ه بجهد بذله ياسين بوحليقة – رحمه الله – أنذاك، وجمع تبرعات مالية لغرض إنشاء المسجد، واشترى قطعة الأرض تبرع بها سكان الحي ورجال أعمال ووجهاء. وأُطلق عليه اسم «جامع الإمام الحسين». وحول مساحة الجامع قال بوصالح إنها تُقدَّر بنحو 10 آلاف متر مربع. وقد تعاقب على إمامة المصلين فيه عدد من المشايخ وطلبة العلم الذين كانوا يتوافدون على مدينة الدمام حتى استقر الحال على سماحة السيد علي ناصر السلمان، الذي مازال يؤدي الصلاة جماعة منذ نحو 25 عاماً. وبين بوصالح أن الجامع شهد مراحل توسعة وتحسينات، حتى وصلت طاقته الاستيعابية إلى نحو 5 آلاف مصل، ويتكون من دورين أرضي وأول. ويقع ضمن الدور الأول جزء منفصل خاص بالنساء. وتتبع الجامع مرافق مثل غرفة مخصصة للإمام، وغرفة للعاملين، وحرم خارجي يتسع لنحو 500 مصلٍّ، وهو محاط بسور خارجي له 10 بوابات. احتياطات وللتحوّط؛ فقد أحيط الجامع بحراسة من قبل الجهات الأمنية، كما تطوّع بعض الشبّان لتفتيش المصلين قبل دخولهم الجامع.