نجحت يقظة رجال الأمن وانتباه المواطنين، أمس، في تحجيم نتيجة كارثة إرهابية جديدة لاستهداف المصلين الآمنين في مدينة الدمام. وحال التصرُّف السريع أمام جامع الإمام الحسين بحيّ العنود دون نجاح عنصر داعشي مفخّخ بحزام ناسف من دخول الجامع وقت خطبة الجمعة، ليلجأ إلى تفجير نفسه في موقف السيارات. ونتج عن العملية الإرهابية استشهاد 4 مواطنين، وإصابة 3 إصابات غير مهددة للحياة. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأن «الجهات الأمنية تمكنت من إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين، حيث تمكن رجال الأمن من الاشتباه بسيارة عند توجهها لمواقف السيارات المجاورة للمسجد وعند توجههم إليها وقع انفجار في السيارة. وفي بيان إلحاقي قال المتحدث الأمني إن الإرهابي كان «متنكراً بزي نسائي»، وقد فجّر نفسه «بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن للتثبت منه». وطبقاً لشهود عيان فإن بعض الشبّان الموجودين أمام بوابة الجامع وقت وصول الإرهابي المتنكر بملابس نسائية لاحظوا المشهد. فحاول أحدهم التدخُّل، فهرب الإرهابي ولحق به الشاب عبدالجليل الأربش الذي أمسك به تمهيداً لتسليمه لرجال الأمن، إلا أن الإرهابي فجّر حزامه الناسف، لتتناثر أشلاؤهما في الموقع. وقعت الجريمة الجبانة؛ في وقتٍ كانت منابر الجمعة في البلاد السعودية، وعلى رأسها منبرا الحرمين الشريفين، تسجّل موقفاً دينياً وطنياً من جريمة الإرهاب التي وقت الجمعة الماضية في مسجد الإمام علي ببلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف. وكشف تسجيل فيديو تناقلته وسائط التواصل من داخل جامع الإمام الحسين، أن التفجير وقع أثناء حديث إمام الجامع السيد علي السيد ناصر السلمان في خطبة الجمعة، عن جريمة مسجد القديح، وبمجرد قوله إن الجريمة «وقعت في بيت من بيوت الله»؛ دوّى صوت انفجار من خارج المسجد، فقطع السيد السلمان خطبته وهرع الناس إلى خارج الجامع ليشاهدوا عمود دخانٍ يملأ أفق المكان. وتزاحمت، في وسائل التواصل الاجتماعي، المعلومات والآراء والشائعات دون توقُّف منذ وقوع العملية الإرهابية، وتحوّلت إلى منبر استنكار واسع النطاق، تنديداً بالعمل الجبان الذي استهدف المصلين الآمنين في بيت من بيوت الله للمرة الثانية خلال أسبوع. وجسّد السعوديون روح المواطنة في آلاف من التغريدات والمنشورات الإلكترونية، شارك فيها مسؤولون ورجال دين ومثقفون وشخصيات نافذة. كما واجهت العملية الإرهابية سيلاً من الاستنكار الإقليمي والدولي، عبر تصريحات بثّها سياسيون وقادة دول كُثر على مستوى العالم.