بعد أسبوع من التفجير الذي طاول مسجد علي بن أبي طالب في بلدة القديح في محافظة القطيف وأودى بحياة 21 شخصاً ونحو 100 مصاب، ضرب الإرهاب أمس مسجداً في حي العنود في مدينة الدمام وأودى بحياة خمسة أشخاص بينهم الانتحاري (الخامس توفي متأثراً بإصابته في وقت لاحق مساء أمس وهو محمد شقيق عبدالجليل الأربش الذي استشهد فور وقوع العملية)، وإصابة أربعة آخرين، فيما أكدت السلطات الأمنية أن العملية، التي ذكرت وسائل إعلام أن تنظيم «داعش» تبناها، نفذها شخص متنكر بزي نسائي سماه التنظيم «أبو جندل»، وأنه سارع بتفجير نفسه في مواقف المسجد، بعد الاشتباه به من رجال الأمن. (للمزيد) وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية «تمكنت بفضل الله وتوفيقه من إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين بجامع الإمام الحسين بمدينة الدمام، وذلك أثناء أدائهم لصلاة الجمعة، إذ تمكن رجال الأمن من الاشتباه بسيارة عند توجهها لمواقف السيارات المجاورة للمسجد، وعند توجههم إليها وقع انفجار في السيارة نتج منه مقتل أربعة أشخاص يُعتقد أن أحدهم على الأقل كان قائد السيارة، واشتعال نيران في عدد من السيارات». ولفت المتحدث إلى أن الجهات الأمنية باشرت التحقيقات في موقع الحادثة «لاستكمال إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق فيه». وفي وقت لاحق صدر بيان آخر، ذكر فيه المتحدث الأمني لوزارة الداخلية «أنه إلحاقاً للبيان المعلن في شأن إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين في جامع العنود بمدينة الدمام، أثناء أدائهم صلاة الجمعة، أكدت نتائج التحقيقات الأولية أن الانفجار تزامن مع توقف السيارة المشتبه بها، وكان ناتجاً من قيام شخص متنكر بزي نسائي بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن للتثبت منه، إذ نتج من ذلك مقتل الانتحاري وثلاثة أشخاص آخرين وإصابة أربعة تم نقلهم إلى المستشفى. ولاتزال الحادثة محل المتابعة الأمنية». وفي بيان نشره «داعش» على موقع تويتر، قال: «انغمس الأخ الغيور جندي الخلافة أبوجندل الجزراوي في جمع...... وقد يسر الله له الوصول إلى الهدف رغم تشديد الحماية». وعلمت «الحياة» أن المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية، قررت رفع مستوى التأهب الأمني وتشديد الإجراءات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، لحمايتها من هجمات إرهابية محتملة. فيما كشفت مصادر أمنية عن زيادة الإجراءات حول المجمعات التجارية في المملكة، خوفاً من استهدافها من جانب الإرهابيين. وفي ظل تزايد الإشاعات حول استهداف محتمل لمجمعات سكنية وتجارية، قال مصدر أمني ل«الحياة»: «في أعقاب الأحداث الأمنية على غرار ما حدث في بلدة القديح ترتفع حمى الإشاعات والمخاوف. وهذا شيء وإن كان طبيعياًً إلا أن بعضه يخرج عن النطاق المعقول. ما يتطلب الوعي من جانب الناس». وعن الإجراءات الأمنية في شكل عام في المجمعات التجارية، أوضح أن هناك «تعاوناً من أجل توفير الحماية اللازمة لمرتادي الأسواق والمجمعات التجارية». ويعتبر مسجد العنود في الدمام مركزاً للتآخي بين المذاهب، ولم يعد مشهد تنوع المصلين فيه مستغرباً، أو مفاجئاً. ويستوعب هذا الجامع الذي بُني في منتصف الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، نحو 7 آلاف مصل. وإن كانت تقام فيه صلاة جماعة بإمامة شيخ شيعي، إلا أنه مفتوح للمصلين من جميع المذاهب، من دون النظر إلى انتمائهم الطائفي أو المذهبي والعرقي.