- أرجوكم أن تسمحوا لي بالنزول والتنازل للنظر من «منظور» المجرم المتطرف ونقول: إن أولئك المسلمين الأبرياء البسطاء في المسجد في القديح كفرة وأهل ضلال!، وننزل قليلاً و»نصدِّق» أن أولئك الضالين يستمدون تعاليمهم – فعلاً – من الكتاب والسنة!، فهل إرشادهم إلى الطريق الصحيح يكون بالحزام الناسف؟! - بعث الله موسى – عليه السلام – إلى الطاغية الذي أهلك الحرث والنسل وتجاوزت «طاغوتيته» إلى القول: «أنا ربكم الأعلى» فبعث الله موسى إليه ليقتله ويقتل جنده وأنصاره ويحرق قصره!،.. هل هذا ما حدث؟!.. لا يا سيدي، فقد قال: «فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى».. أمر لا يمكن للعقل البشري القاصر قبوله!، وفي آية أخرى قال جلَّ في علاه: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم». - أما في السنة التي يتذرع بها أولئك الجهلة ظلماً وعدواناً، فهذا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه»، ومن وصايا أبي بكر لأمراء الجُند: «لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيّاً، ولا كبيراً هَرماً، ولا تقطعوا شجَراً مُثمراً، ولا تُخرِّبُنَّ عامراً، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيراً إلاَّ لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلاً ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن»، وأوصى يزيداً: «..وإنَّكم ستجدون أقواماً قد حبسوا أنفسَهم في هذه الصوامع، فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم..»، وقال عمر بن الخطاب: «اتقوا الله في الذُّريَّة والفلاَّحين الذين لا ينصبون لكم الحرب». - أما العلماء، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية الذين شوَّهوا سمعته وتاريخه فيقول في «السياسة الشرعية»: «وأمَّا من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنِّساء والصِّبيان، والراهب والشيخ الكبير، والأعمى والزَّمِن ونحوهم – فلا يُقتل عند جمهور العلماء إلاَّ أن يُقاتِل بقوله أو فِعْله». - يا سادة يا كرام.. عندما نقول إن «داعش» ليسوا من أهل السنة، فهو ليس «براءة» الخليل من خليله!، وليدرك الجميع أنها «أداة» قتل يفني «العدو» ماله ووقته منذ عقود يصنعها ويقويها ويداريها إلى اليوم الذي يستخدمه لاستهداف السعودية وضرب أمنها واقتصادها وتفكيك شعبها.. ولكن هيهات! - الوقت حان يا أحبة لنعرف عدونا ونعلن عليه الويل والثبور.. وعلى المتعاطف كذلك!.