لم يفترق يوسف، وسعيد، وعيسى، يوماً خلال حياتهم، أكلوا وشربوا ولعبوا معاً، وتزوج اثنان منهم في ليلةٍ واحدة، استشهدوا في مكان واحد، وحدث واحد، بعد سبع سنوات من زواج سعيد ويوسف. وتروي رقية الغزوي ل«الشرق» أهوال يوم الفاجعة التي حلّت على الأسرة المنكوبة، بقولها: «عند سماعنا خبر استشهاد أخي يوسف بن أحمد الغزوي (32 عاماً) سقطت أمي مغشية عليها، وأسعفوها أهلي سريعاً، أمي دخلت في صدمة عنيفة، ولم تساعدها شفتاها على النطق، ظلت صامتة تذرف الدمع»، مشيرةً إلى أن يوسف لديه طفلان هما «مصطفى، وزهراء»، وترتيبه الخامس بين إخوته. وذكرت أن أخاها الشهيد يوسف اعتاد سنوياً الذهاب للعمرة، ويؤدي العمرة نيابة عن أختي الشهيدة في حادثة حريق القديح، ولوالديه، وأضافت «هذا العام لم يتخلف يوسف عن زيارة بيت الله الحرام، عزم على الحج هذا العام، كان طيباً وحنوناً جداً، والشهيد كان يعمل في شركة أرامكو ولديه منزل جديد في بلدة الجش، لم ينتهِ بعد من آخر تشطيباته، وكان قد قرر أن يسكنه في ربيع الأول من العام المقبل، لكن الله اختاره ضمن ركب الشهداء، وأسأل الله أن يُبدله بيتاً في الجنة، بالإضافة إلى أنه يكمل دراسته في الجامعة الفيصلية (انتساب)». وبينت أن يوسف تعلَّق ببيوت الله، خاصة في مسجد الإمام علي لهذا كان مواظباً على صلاة الجماعة، ولم يتركها، يذهب مشياً مسافة ربع ساعة، على الرغم من وجود مساجد قريبة منه، مشيرة إلى أن الشهيد يوسف كان شديد التعلق بابن عميه الشهدين» عيسى أحمد الغزوي (31 عاماً)، وسعيد إسماعيل الغزوي (32 عاماً). وتواصل رقية حديثها دون انقطاع كأنها تتذكر وتسترجع ذكرياتها الماضية، بقولها «يوسف وسعيد تزوجا في نفس الليلة، وهي الليلة نفسها التي زفا فيها إلى مثواهما الأخير، بعد سبع سنوات مضت، موضحة أن الثلاثة لا يفترقون أبداً، وسعيد أب لثلاثة أطفال وجنين لم يولد بعد. وعن الشهيد المعلم عيسى، تقول رقية عنه إنه أب لبنت واحدة، توفي والده، وكفل إخوته، وكان لهم نعم الأب الحنون عليهم، لم يشعروا يوماً بفقد والدهم وعيسى معهم، يلبي مطالبهم، أما اليوم بعد رحيله عنهم للمرة الأولى فهم يذوقون طعم اليتم حقيقة، جميعهم كانوا حنونين وخيرهم سابق على الجميع.