في الخامس عشر من مايو حلت الذكرى ال67 لنكبة فلسطين وتشريد أهلها في بقاع الأرض، بعد أن احتلها صهاينة مدججون بالسلاح مع التأييد العالمي المبني على وعد بلفور. نكبة فلسطين أعقبتها نكبات بالوطن العربي لكن فلسطين نكبة النكبات، التي لا يمكن نسيانها ونسيان رموزها التي ارتبطت بالذاكرة البشرية، مجاهدةً ومكافحة ً في سبيل القضية بشتى الطرق والوسائل. قضية فلسطين قضية تلوكها الألسن وتتجاذبها التيارات السياسية في العالم العربي والإسلامي، وتتقاذفها الطاولات السياسية يمنة ويسرة، وكأن قدر تلك القضية أن تبقى أسيرةً لساسة وصراع التيارات. دخلت قضية فلسطين العادلة عالم الفن، كوسيلة تجسيد تحفظ القضية من النسيان عبر الأفلام والمسلسلات والقصائد والأشعار، وتلك وسيلة نافست مفاوضات السلام بين الكيان المحتل من جهة والساسة الفلسطينيين والعرب من جهة أخرى! كل التيارات السياسية في العالم العربي اليمينية واليسارية ترفع شعار فلسطين من النهر إلى البحر، والمواطن العربي لم ير بحراً ولا نهراً، فكل ما يراه مهرجانات سياسية خطابية وصراعات بين التيارات وانقسام فلسطيني فلسطيني على حساب القضية والوطن والشرف العربي المٌنتهك، قبل مدةً ليست بالقصيرة تحدثت أوساط فلسطينية عن محاولة إحياء المصالحة الفلسطينية الفسلطينية من جديد، ومن المرجح أن تشهد مكةالمكرمة المفاوضات مثلما شهدتها في الثامن من فبراير من العام 2007م، بين قطبي الصراع والسياسية الفلسطينية حركتي فتح وحماس. المصالحة الفلسطينية الفلسطينية تعرقلها التجاذبات السياسية وترهل منظومة العمل السياسي المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، التي يجب أن تواكب التاريخ وتصلح نفسها وتتحول لكيان يجمع ويحتضن الجميع، ويلد أحزابا سياسية وطنية تعمل من أجل فلسطين الحرية والديموقراطية والعدالة والقضية والنمو وعودة اللاجئين ومفاوضات السلام والمقاومة السياسية والعسكرية. فلسطين تعيش في ظل نكبات متلاحقة ابتدأت بنكبة تقسيم الأرض، ولم ولن تنتهي بنكبة اللاجئين والصراع بين الأشقاء وحصار غزة وتعثر المفاوضات، نكبات أصابت القضية في مقتل والمصل بيد الفلسطينيين، الذين يجب أن يعيدوا التفكير في الأرض والقضية، قبل المصالح الشخصية والصراع السياسي الذي لا ينتهي.