جرائم قتل وحرب إبادة جماعية ترتكبها ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بحق السكان المدنيين في عدن حيث قامت الميليشيات صباح الأربعاء 6 مايو الجاري بقصف النازحين وسط البحر بقذائف الهاون حيث كانوا فارين لتوهم من «التواهي والقلوعة والمعلا وكريتر» جراء قصف الحوثيين لمنازلهم بالمدفعية. وفجعت مدينة عدن بكارثة قصف الحوثيين لقوارب النازحين من المناطق الملتهبة إلى سواحل «الخيسة» متسببة في مقتل وغرق وجرح عشرات من الهاربين بقذائف قناصة الميليشيات وكان من بينهم 6 نساء و4 مسنين و3 أطفال بحسب تصريحات المسعفين الطبيين. وما زالت عشرات الأسر من المناطق الملتهبة عالقة تحت القصف الحوثي العشوائي للتجمعات السكانية في رصيف السياح بالتواهي تنتظر قوارب الصيادين الصغيرة لنقلهم عبر البحر إلى سواحل الخيسة ومدينة عدن الصغرى «البريقة». وتحدث بعض شهود العيان والمواطنين الذين كانوا يحاولون مساعدة الأسر المتعرضة للقصف وسط البحر إلا أن ميليشيا الحوثيين وقوات صالح عمدت لقصف أي تحركات تحاول الإنقاذ أو العبور لنقل العالقين من النازحين مشيرين إلى أن ما تقوم به الميليشيات يعد جرائم حرب ضد المدنيين وحرب إبادة جماعية. عدن أصبحت اليوم مدينة للأشباح ولم تعد تلك هي عدن مدينة التحضر والثقافة والسياحة الدؤوبة، عدن أصبحت اليوم مدينة تعبث بها وبمعالمها عصابات القتل والإجرام لتدمير كل شيء جميل فيها، قتلوا الطفل والمرأة والشاب والمسعف والطبيب وقاموا بتهجير ثلث السكان من مدنهم وقتلوا مئات المدنيين قصفا بالدبابات وقذائف المدفعية وفرق القناصة الجبانة. ونستمع دائما إلى ما تقوله النازحات في وسائل الإعلام بأنهن لا يردن الخروج من بيوتهن، متحدثات عن الصمود خلال القصف العشوائي الذي أمطرتهن به عصابات الحوثي وعفاش والحصار الخانق الذي عانين منه خلال أكثر من شهر والكهرباء المقطوعة ما يزيد عن 18 يوماً في ظل صيف حار ووضع إنساني كارثي. الكل في اليمن وتحديداً في عدن يشعر بأن هناك حرب إبادة تمارسها تلك الميليشيات مع المختلفين معهم من المواطنين ودليل ذلك ما قاموا به من قطع جميع وسائل الاتصال في عدن والهواتف والإنترنت ومنعوا أي مساعدات إنسانية من الدخول. كما سمعنا وقرأنا ما قاله المتحدث الرسمي للمقاومة الجنوبية عبدالعزيز الشيخ إن ميليشيا الحوثيين وقوات صالح ترتكب وتمارس جرائم حرب ضد المدنيين مستدلا على ذلك بما قامت به ميليشيا التتار الشمالي لعدن من استهداف للنازحين في ساحل رامبو بعدن من جرائم ضد الإنسانية. وقال في آخر تصريحاته إن الميليشيات استهدفت في عدن قوارب كانت تقل نازحين وسط البحر من التواهي إلى سواحل الخيسة متسببة في مقتل وجرح وغرق عشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. لم تتوقف جرائم وانتهاكات الحوثيين وقوات المخلوع صالح عند هذا الحد من الجرم الشنيع بل وصل بها الحال لاقتحام مستشفى الجمهورية وقتل الجرحى وتدمير كل الأقسام بما فيها قسم وحدة الغسيل الكلوي التي تضم مئات من المرضى. الحياة لم يعد لها وجود في كثير من المدن اليمنية وتحديداً في عدن فإن لم تمت بنيران قناصة الميليشيات وقصفها الوحشي العنيف ستموت من الجوع وانقطاع الماء وشبكة الاتصالات وإن لم تمت كذلك فالكهرباء مقطوعة والحياة اليومية مشلولة والمدينة منقطعة عن العالم وكأنك تعيش في قرية نائية وموحشة .. وضع مؤلم وكارثي يعيشه الناس القاطنون في مناطق النزاع والحرب خلال هذه الفترة ولا نعلم هل سيتمكنون من النجاة لتكتب لهم حياة جديدة..