سيكون بايرن ميونيخ الألماني في حاجة إلى معجزة لكي يقف حائلاً دون تأهل برشلونة الإسباني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثامنة في تاريخه، وذلك عندما يستضيفه اليوم الثلاثاء على ملعب «أليانز أرينا» في إياب الدور نصف النهائي. ويبدو بايرن، الذي يُشرف عليه مدرب برشلونة السابق جوسيب جوارديولا، في طريقه لتوديع المسابقة القارية الأم من الدور نصف النهائي للموسم الثاني على التوالي على يد فريق إسباني «خسر أمام ريال مدريد 0-5 بمجموع المباراتين الموسم الماضي»، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه تعويض الهزيمة القاسية، التي مُني بها ذهاباً في برشلونة بثلاثية نظيفة بعد أن انحنى أمام عبقرية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سجل «ثنائية»، ومرَّر كرة الهدف الثالث إلى البرازيلي نيمار. ولم يسدد بايرن ميونيخ أي كرة نحو المرمى في إحدى المباريات الأوروبية وذلك للمرة الأولى منذ عام 2006. وعانى الفريق البافاري من غياب لاعبين مؤثرين في صفوفه أبرزهم الجناحان، الهولندي آريين روبن، والفرنسي فرانك ريبيري، بسبب الإصابة، لكن جوارديولا رفض تقديم الأعذار بقوله «عانينا من مشكلات في الشهرين، أو الثلاثة أشهر الأخيرة، لكني فخور بفريقي، ولا أستطيع أن أنتقدهم أبداً». والخسارة هي الثالثة على التوالي لبايرن ميونيخ بعد سقوطه أمام بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح 0-2 في نصف نهائي كأس ألمانيا، وهزيمته أمام باير ليفركوزن 0-2 في الدوري المحلي، الذي توِّج بلقبه قبل أن يضيف سقوطاً جديداً أمام أوغسبورغ 0-1 على أرضه، السبت في الدوري أيضاً. ورغم صعوبة المهمة، والمعنويات «المهزوزة»، والهزائم المتتالية، رفض لاعبو بايرن الاستسلام، ومن بينهم توماس مولر، الذي قال: «جميعنا يدرك بأنها ستكون مهمة صعبة للغاية، لكننا لن نستسلم». فيما اعتبر قائد منتخب ألمانيا باستيان شفاينشتايغر، أن بإمكان بايرن تحقيق فوز تاريخي، والتأهل إلى النهائي للمرة 11 في تاريخه، قائلاً: «في بعض الأحيان تحصل أمور لا تصدق في كرة القدم، ونأمل أن نختبر يوماً من هذه الأيام». ومن المؤكد أن بايرن بعيد حالياً كل البعد عن المستوى الذي كان عليه عام 2013 حين سحق برشلونة في ذهاب نصف النهائي 4-0 وإياباً 3-0، عندما كان الراحل تيتو فيلانوفا، مساعد جوارديولا السابق، يُشرف على الفريق الكاتالوني، الذي يمر بدوره بفترة رائعة، إذ قطع شوطاً كبيراً نحو الفوز بلقب الدوري المحلي، حيث ابتعد السبت بفارق 4 نقاط عن غريمه الأزلي ريال مدريد، قبل مرحلتين على ختام الموسم، كما أنه يلعب في نهائي الكأس المحلية، حيث يلتقي أتلتيك بلباو. واللافت في برشلونة أن تألقه لا ينحصر في الناحية الهجومية، وعبقرية الثلاثي ميسي، ونيمار، والأورجوياني لويس سواريز، بل إن فريق المدرب لويس إنريكي، يتميز بعروضه الدفاعية أيضاً، إذ حافظ على نظافة شباكه في مبارياته السبع الأخيرة. لكن إنريكي رفض الحديث عن أن فريقه حسم بطاقته إلى النهائي، حيث من المحتمل أن يواجه غريمه ريال مدريد في حال تمكَّن الأخير من تعويض خسارة الذهاب أمام يوفنتوس الإيطالي 1-2، «لأن بايرن سيقاتل بشراسة». وقال «رأيتها – الخسارة أمام أوغسبورغ السبت في الدوري- لقد خسروا، لكنهم لعبوا 70 دقيقة بعشرة لاعبين. سنعاني كثيراً في ميونيخ». وسبق لبايرن أن اختبر هذا الموسم مباراة مشابهة في دوري الأبطال أيضاً، حين خسر في ذهاب ربع النهائي أمام بورتو البرتغالي 1-3 قبل أن يرد إياباً بفوز كاسح 6-1، بينها 5 أهداف في الشوط الأول. لكن من المؤكد أن برشلونة، في مستواه الحالي، يختلف تماماً عن بورتو بوجود الثلاثي ميسي، وسواريز، ونيمار، الذي قاده إلى الفوز في 28 من أصل مبارياته ال30 الأخيرة في مختلف المسابقات، والمحافظة على سجله الخالي من الهزائم في مبارياته ال18 الأخيرة، وذلك بتسجيله 112 هدفاً حتى الآن. يذكر أن برشلونة أحرز اللقب 4 مرات، وحل ثانياً 3 مرات، فيما توِّج بايرن باللقب 5 مرات، وحل ثانياً 5 مرات أيضاً. ويخوض برشلونة نصف النهائي للمرة 11 في تاريخه، والسابعة في آخر 8 مواسم، وبايرن للمرة الرابعة على التوالي، والتاسعة في تاريخه. وتاريخياً، التقى الفريقان في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1996، فتعادلا ذهاباً 2-2 في ميونيخ، وفاز بايرن 2-1 إياباً، وفي دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 1999 حيث فاز بايرن ذهاباً 1-0 على أرضه، و2-1 إيابا خارج أرضه، لكن برشلونة رد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 بفوزه 4-0 ذهاباً على أرضه قبل أن يتعادلا إياباً 1-1، وصولاً إلى نصف نهائي 2013 حين خرج النادي البافاري منتصراً بنتيجة إجمالية تاريخية 7-0.