أسفرت المواجهات السبت وأمس الأحد في مقدونيا وتحديداً في كومانوفو على الحدود مع كوسوفو عن 22 قتيلاً هم ثمانية شرطيين مقدونيين و14 عنصراً في مجموعة مسلحة يشتبه بأنها من أصل الباني، حسبما أفادت الشرطة. وقال المتحدث باسم الشرطة ايفو كوتفسكي للصحفيين إن «ثمانية شرطيين قتلوا وأصيب 37» آخرون، موضحاً أن العملية على وشك الانتهاء. وأضاف «عثر من جهة أخرى على 14 جثة (يرتدي أصحابها) بزات عسكرية» في المكان، مؤكداً أن المهاجمين ينتمون إلى «مجموعة إرهابية» مؤلفة من ثلاثين شخصاً هم مواطنون مقدونيون والبانيون وكوسوفيون يشتبه بأنهم من أصل ألباني. وحلقت مروحيات تابعة لقوات الأمن المقدونية فوق كومانوفو في حين يستمر إطلاق النار المتقطع من أسلحة آلية في هذه المدينة الواقعة على بُعد 40 كلم شمالي العاصمة سكوبي التي كانت السبت مسرحاً لحرب عصابات. وأغلقت قوات النخبة وناقلات جند مدرعة وشرطيين يرتدون خوذات وسترات واقية الحي ذي الغالبية الألبانية المسلمة في المدينة، حيث تحصن أعضاء المجموعة المسلحة. وخلفت معارك السبت أيضاً 30 جريحاً بين عناصر الشرطة وعدداً غير محدَّد من القتلى في صفوف المسلحين. وقالت الشرطة إن المجموعة «أتت من بلد مجاور» دون أن تسميه لكن الصحف المحلية أكدت أنه كوسوفو ذي الغالبية الألبانية. وأثارت هذه المعارك في مقدونيا التي يبلغ عدد سكانها 2.1 مليون نسمة أغلبهم من السلاف الأرثوذكس، ولكن ربعهم من الألبان المسلمين، مخاوف من نزاع شبيه بنزاع استمر ستة أشهر في 2001 بين السلطات ومتمردين ألبان طالبوا بمزيد من الحقوق داخل المجتمع. وتشهد مقدونيا المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عشر سنوات، أزمة سياسية خطرة منذ مطلع السنة بين الحكومة والمعارضة من اليسار- الوسط. وتتهم المعارضة السلطة بالتنصت على 20 ألف شخص بينهم سياسيون وصحافيون وقيادات دينية، فضلاً عن تلقي رشاوى بملايين اليورو. وهذه الأزمة أدت إلى تقويض عمل مؤسسات مقدونيا الضعيفة أساساً، كما أثارت قلقاً لدى الاتحاد الأوروبي. كذلك تواجه هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة أزمة اقتصادية كبرى، حيث تصل نسبة البطالة فيها إلى 28%. من جهتها قالت وزيرة الداخلية المقدونية غوردانا يانكولوسكا مساء السبت «الوضع في الميدان لا يزال بالغ الدقة». وفر عشرات السكان من الحي، حيث الاشتباكات، كما بدت شوارع المدينة يوم الأحد شبه خالية.