شدد ممثل الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في الأحساء، المهندس عبدالله الشايب، على ضرورة الاهتمام بالأماكن التراثية والسياحية في محافظة الأحساء، ومنها جبل القارة، وقال: يجب ألاَّ تطال هذا الجبل يد التشويه، ومحو بعض المعالم الطبيعية التي يتميز بها بداعي استغلاله تجارياً والاستفادة منه. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «جبل القارة تاريخ وحضارة ومستقبل»، أقامتها اللجنة الاجتماعية الأهلية بالقارة في مقرها مساء أمس الأول. وأوضح الشايب أن جبل القارة، أو جبل «الأساطير»، كما يسمى نسبة لما نسج حوله من حكايات، يشتهر بتكويناته الكتلية، منوهاً بأهمية الأحساء كوجهة سياحية تحوي متنفساً لجميع الفئات العمرية في مكان واحد ففيها الطبيعة والجبل والشاطئ والصحراء والآثار والأماكن الترفيهية والأسواق الشعبية والمتاحف. كما أشار إلى أهمية نظام الآثار الذي صدر مؤخراً، مبيناً أنه ينبغي الاستفادة منه. وكان الشايب قد بدأ المحاضرة بمقدمة عن الأحساء، من نموذج من بينها العمارة الأحسائية والفنون المختلفة مثل الحرف والموسيقى والفنون الأدائية والتشكيل، وتعدد اللهجات المحكية وثراء اللغة، فضلاً عن الاستقرار الذي أدى إلى نماء ذوق ومن ثم إلى الإبداع. وتحدث كإطلالة عن تاريخ الأحساء القديم، وكيف كانت غابات كثيفة تمثل طبيعة الجزيرة العربية قبل موجة التصحر التي حدثت قبل حوالي أربعة آلاف عام، موضحاً أن غابات النخيل كانت تحيط بجبل القارة، مما جعلها إحدى عجائب الطبيعة في العالم، ومثلت جزءاً من عبقرية المكان، كما كان المنتج الزراعي المتنوع (أكثر من ستين صنفاً من التمور) انعكاس على السكان في سلوكهم عبر التاريخ بوعي إعمار الأرض. وقال: كان يطلق اسم الأحساء على جغرافية شرق الجزيرة العربية من دولة عمان إلى البصرة (منذ نهاية القرن الثالث الهجري)، وكانت محطة على طريق القوافل القديم، ومهد الاستيطان الأول، وتكوين الحياة الريفية والزراعية، وأنها مهد الساميين ومنها هاجر الفينيقيون والكنعانيون وغيرهم، وسكنها الكوارج والساسانيون والدلمونيون وأقوام ما قبل الإسلام.