طالما اختفى حكام طهران خلف الأقنعة التي وضعوها على وجوههم منذ إعلان نظام ولاية الفقيه قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ولطالما تستروا وتشدقوا بشعارات المقاومة ومحاربة إسرائيل، واعتبروا أمريكا الشيطان الأكبر مستغلين كراهية بعض الشعوب بسبب احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية. ولطالما لعب هؤلاء الحكام على عواطف الشعوب بتحرير فلسطين ليؤسسوا لهم موطئ قدم في بلدان عربية، بدءا من تأسيس حزب الله في لبنان ونهاية بدعم جماعة الحوثي في اليمن، بذريعة العداء لأمريكا وإسرائيل، ومن أجل مد النفوذ والسيطرة. أمس قال قيادي في المعارضة الإيرانية «إن نظام ملالي طهران إنما يعتمد على ركيزتين في استمراره، هما قمع الشعب الإيراني ومد النفوذ والتوسع على حساب العرب». أول أمس قال قائد ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، إن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة، ليسقط مع هذا التصريح آخر الأقنعة الإيرانية عن وجوه الملالي، فلا مقاومةُ ولا ممانعة ولا مواجهة لأمريكا، فقط توسيعُ الهلال الشيعي. ما قاله هذا القيادي ورغم أنه أسقط آخر الأقنعة؛ إلا أنه أخفى حقيقة أنهم يستغلون أبناء العرب من الشيعة لتنفيذ الأجندة الفارسية من خلال الخطاب الطائفي البغيض. فوكيل الملالي في لبنان يستخدم أبناء الطائفة الشيعية في لبنان من أجل قتال السوريين خدمة لمشروع الولي الفقيه، بينما الميليشيات العراقية التي أوغلت في العداء للعراقيين فيقول هذا الجنرال إن هذه الميليشيات تخدم «السيادة الإيرانية» وأنهم هم من قدموا السلاح لها. أما وكلاؤهم في اليمن الذين أوغلوا في قتال اليمنيين ودمائهم لأجل خامنئي ومشروعه في تحقيق وهمه الفارسي تحت شعار الهلال الشيعي فيقول «إنهم استمرار لثورة الولي الفقيه»، مسفرا عن الوجه الحقيقي لمشروع الولي الفقيه والدور الحوثي في اليمن، مواصلا استغلال عواطف التابعين البسطاء، الذين لايزال بعضهم مسحورين في هذا الخطاب الشعبوي البعيد كل البعد عن القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية.