أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار اليمني المزمع عقده في الرياض أن مشاركة الحوثيين في الحوار متوقفة على التزامهم بالانسحاب من المدن وإقرار شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما تحدثت المقاومة في عدن (جنوب) عن سيطرتها على المطار، في وقتٍ نفى تحالف»إعادة الأمل» تنفيذ إنزال بري في المدينة. وقال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض، عبدالعزيز جباري، إن المجال مفتوح أمام المتمردين للمشاركة شريطة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير 2216 الملزم بانسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة والإقرار بالشرعية. وأوضح في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس؛ أن الحوار سيجرى يومي 16 و17 من مايو الجاري «بغرض وضع آلية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن خصوصاً القرار 2216»، مفصحاً عن عدم توجيه الحكومة الشرعية دعوة حضور إلى المتمردين حتى الآن «لكنها وجهت الدعوة إلى جميع الأحزاب اليمنية ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وشخصيات دولية»، بحسب تأكيده. واعتبر جباري أن «اليمنيين ليسوا بحاجة لحوار وطني بقدر حاجتهم إلى وضع آلية لتنفيذ ما اتفقنا عليه، وذكِّر بأن «لدينا مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، مشدِّداً «ما سيتم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض هو التنفيذ». ولم يستبعد تأجيل الحوار يومين أو ثلاثة عن الموعد المعلَن لحين انتهاء اللجنة التحضيرية التي تضم ممثلين حزبيين من أعمالها. وفي حين جددت جماعة الحوثي رفضها القرار 2216؛ أعلن النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، أحمد عبيد بن دغر، التزام حزبه الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بكل بنود القرار وأحكامه «بما في ذلك التأكيد على شرعية الرئيس هادي وبقية المؤسسات الدستورية ورفض الانقلاب عليها». وشدد بن دغر الموجود حالياً في الرياض، في تصريحات نقلتها عنه المواقع الإخبارية اليمنية، على «التزام المؤتمر بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، ودعا الحوثيين إلى وقف العمليات العسكرية وسحب الميليشيات من المدن، مبدياً رفضه استخدام القوة والعنف لتحقيق أهداف سياسية. كما طالب جماعة الحوثي ب «الامتناع عن أي استفزازات أو تهديدات ضد الدول المجاورة، وإتاحة عودة أجهزة الدولة لممارسة أعمالها»، مؤكداً أن حزبه استجاب لرغبة دول الخليج العربي وقرر المشاركة في الحوار السياسي في العاصمة السعودية. في غضون ذلك؛ أفادت وزيرة الإعلام اليمنية، نادية عبدالعزيز السقاف، بأن بلادها بحاجة إلى مليار دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية خلال الأشهر الستة المقبلة. ووصفت السقاف، في تصريحات صحفية من الدوحة، الأوضاع الإنسانية في المدن اليمنية ب «متدهورة بشكل كبير»، مرجعةً ذلك إلى انعدام كافة الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه والأمن وغيرها من الخدمات. وتحدثَّت الوزيرة عن معاناة 1.4 مليون من السكان من انعدام الأمن الغذائي «يُضافون إلى أكثر من 10 ملايين من السكان وفقاً لإحصاءات سابقة»، محذرةً من أنه ما لم يتم توفير الوقود خلال الأسبوعين المقبلين فإن عمليات الإغاثة ستتوقف تماماً. في السياق نفسه؛ أفصح الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية، يوسف أحمد الكواري، عن رصد الجمعية نحو 10 ملايين دولار لجهود الإغاثة في اليمن. ميدانياً؛ تراجع متحدثون باسم المقاومة في عدن عن تصريحاتٍ لهم أفادوا فيها بأن ما بين 40 و50 جندياً يتبعون تحالف»إعادة الأمل» انتشروا في المدينة. وتزامن تراجعهم مع إعلان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده المملكة، العميد أحمد عسيري، عن عدم وجود قوات من الدول المتحالفة على الأرض. وكان متحدثون باسم المقاومة ذكروا صباح أمس أن جنوداً غير يمنيين وصلوا إلى عدن لدعم المقاومة التي اقتحمت مناطق في محيط المطار الدولي في المدينة. وأبلغ أحد هؤلاء وكالة الأنباء الفرنسية أن «قوة محدودة دخلت، وهناك قوة أخرى مقبلة». لكنه عاد لاحقاً لنفي ذلك، وصرَّح بأن الأمر يتعلق ب «قوات خاصة من المقاتلين الجنوبيين تم تدريبهم من أجل السيطرة على المطار ومنطقة خور مكسر المحيطة به». ولم يستبعد الاستعانة ب «قوات برية في نهاية المطاف». بدوره؛ نفى العميد أحمد عسيري تنفيذ أي إنزال بري قائلاً لقناة «الإخبارية» السعودية «أستطيع أن أؤكد أنه لم يحصل أي إنزال في عدن». وذكر أنه «لا يستطيع التعليق على عمليات جارية»، وشدد «تبقي كل الخيارات مفتوحة لدعم المقاومة والحصول على النتائج المرجوة على الأرض»، مضيفاً «ليس من مصلحة سلامة العمليات والذين يقومون بها تقديم تفاصيل حولها». بموازاة ذلك؛ استمر القتال في منطقتي المعلا وخور مكسر قرب مطار عدن وفي محيط معسكر للجيش. وفيما أعلن المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، أن «الوضع في عدن تحت سيطرتنا»، أورد موقع «المشهد اليمني» الإخباري، مساء أمس، أن المقاومين تمكنوا من استعادة المطار بعد اشتباكات عنيفة دارت داخله وفي محيطه. وتحدث الموقع عن «أسر العشرات من مسلحي الحوثيين». وأكدت وكالة أنباء «الأناضول» التركية سيطرة مناهضي الانقلاب على المطار، ونسبت إلى المتحدث باسم المقاومة، علي الأحمدي، قوله إن «اللجان الشعبية المناهضة للانقلاب تمكنت بعد ظهر الأحد من فرض سيطرتها الكاملة عليه بعد معارك ضارية مع قوات حلف (الحوثي – صالح) بدأت في تمام الثانية من فجر السبت». وكان المسلحون المناهضون للحوثيين حاصروا الموقع قبل 4 أيام دون أن يتمكنوا من دخوله. ونسب موقع «المصدر أونلاين» اليمني الإخباري إلى مصادر قولها إن معارك المطار أوقعت 12 مسلحاً قتيلاً بينهم 7 متمردين. وقالت هذه المصادر إن «المواجهات تركزت عند مدرج الطائرات من الجهة الغربية للميناء الجوي، تزامناً مع محاولة مسلحي المقاومة التقدم باتجاه جزيرة العمال المجاورة». ووقعت الاشتباكات بغطاء جوي من طائرات التحالف العربي الذي شن غارات على تجمعات مسلحة متمردة في المطار وجزيرة العمال. وفي محافظة تعز (جنوبي غرب)؛ قصفت طائرات التحالف معسكراً مستحدثاً للمتمردين، فيما استمرت المواجهات بين المقاومة والحوثيين في مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه. وأفادت مصادر بأن المعسكر المستحدث يقع في منطقة السقيع شمال مدينة دمنة خدير الواقعة على الطريق الواصل بين تعز وعدن، وأكدت أن قصفَه خلَّف عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين والقوات الموالية لهم. وذكر موقع «المصدر أونلاين» أن «المعسكر المستهدَف مثَّل مركزاً للقيادة والسيطرة وأشرف على عمليات عسكرية للمتمردين في المحافظة ومحافظات جنوبية أخرى». ولاحقاً؛ دارت معارك عنيفة مساء أمس في منطقة الخمسين الواقعة غرب مدينة تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ودارت معارك مماثلة في محيط قلعة القاهرة التاريخية في المدينة. وفي الضالع (جنوب)؛ دخلت المواجهات المسلحة بين المتمردين والمقاومة الشعبية يومها الأربعين. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول ب «استمرار المواجهات في عددٍ من المواقع شمالي المحافظة، ومنها مرتفعات الجرباء والخزان والمظلوم والسوداء، مع تعرض مركز المحافظة والقرى المجاورة لقصف مدفعي من قوات الحوثيين». وأبلغ سكان «الأناضول» أن «الأوضاع الإنسانية في الضالع تزداد سوءاً بسبب المواجهات المسلحة، وندرة المواد الغذائية الأساسية والمحروقات وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات». وفي مأرب (وسط)؛ أعلن مسلحو القبائل استعادة السيطرة على 3 مواقع في مديرية صرواح (غرب المحافظة) كان الحوثيون وحلفاؤهم سيطروا عليها في وقت سابق. وذكر موقع «مونت كارلو» أن الإعلان عن السيطرة على المواقع الثلاثة أعقب مواجهات عنيفة خلَّفت قتلى وجرحى من الجانبين. وتحدث الموقع الإلكتروني نفسه عن «شن 9 غارات جوية على تجمعات للمتمردين في مدينة حريب الواقعة جنوبي شرقي مأرب، في وقتٍ نقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصادر قبلية قولها إن «معارك صرواح بدأت منتصف ليل السبت – الأحد وأسفرت عن سقوط 3 قتلى من القبائل وإصابة آخرين، إضافةً إلى مقتل عدد كبير من مسلحي الحوثي لم يُعرَف على الفور». وشمالاً؛ أفاد سكان في صنعاء بأن طائرات «إعادة الأمل» قصفت ليل السبت قاعدة الديلمي الجوية. وطال القصف الجوي معسكراً للقوات الموالية للرئيس السابق في منطقة أرحب إلى الشمال من العاصمة التي تشهد منذ يومين توقفاً لافتاً لحركة المواصلات العامة. ونقل موقع «المصدر أونلاين» عن سكان أن «وسائل المواصلات العامة توقفت بشكل كبير في معظم شوارع صنعاء». وقال الموقع إن «العشرات من النساء والرجال شوهدوا يسيرون على الأقدام نتيجة انقطاع تام لما تبقى من وسائل المواصلات التي كانت تعمل بمادة الغاز». وأرجعت مصادر «هذا التوقف المفاجئ الذي بلغت نسبته 95% إلى انعدام مادة الغاز التي كانت معظم السيارات تعتمد عليها علاوةً إلى شح البترول والديزل». وغابت حركة المواصلات العامة عن شارعي جمال عبدالناصر والستين. وأورد موقع «مونت كارلو» أن «العاصمة تحولت إلى مدينة أشباح مع الانعدام التام للمشتقات النفطية ونزوح مزيد من السكان خارج المدينة التي تعاني اختناقات غير مسبوقة في الخدمات الأساسية وفي المقدمة إمدادات المياه والكهرباء». وفي محافظة صعدة (أقصى الشمال)؛ تعرضت مواقع في مديرية حيدان لقصف صاروخي من القوات البرية السعودية، بحسب «مونت كارلو». في الوقت نفسه؛ شنَّت طائرات التحالف 6 غارات جوية على مواقع للمتمردين في جبل مران بالمديرية نفسها، في وقتٍ استهدفت 4 غارات منظومة للاتصالات وتقوية البث الإذاعي في جبل العبلا في محيط مدينة صعدة (مركز المحافظة). ستُطرَح الأوضاع في اليمن أمام قادة دول الخليج العربي الذين يعقدون غداً الثلاثاء قمة تشاورية في الرياض. واعتبر الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنتوني كوردسمان أن لائحة التحديات المطروحة على قادة الخليج «معقدة للغاية». وسيشارك الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في القمة التشاورية كأول رئيس غربي يشارك في اجتماع للقادة الخليجيين منذ تأسيس مجلس التعاون عام 1981. وتتبنى دول المجلس موقفاً صارماً من الدور الإيراني في اليمن وحيازة إيران سلاحاً نووياً. وتسبق قمة الرياض بأسبوع اجتماع قادة دول الخليج العربي مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في منتجع كامب ديفيد في الولاياتالمتحدة. و»يمكن لهذا الاجتماع أو ذاك أن يتيح إحراز بعض التقدم في كافة القضايا»، بحسب كوردسمان. ويشمل الخلاف بين الخليج العربي وإيران دور الأخيرة في سوريا حيث تدعم نظام بشار الأسد ضد انتفاضة بدأت قبل 4 سنوات. وتقول طهران إنها لا تدعم الحوثيين بالسلاح؛ رغم تأكيد مجموعة خبراء تابعة للأمم المتحدة أن هذا الدعم قائم منذ 2009. وفرض التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية حصاراً جوياً وبحرياً على اليمن، لكن إيران أرسلت بوارج إلى المياه المجاورة. وردت الولاياتالمتحدة على تحركات البحرية الإيرانية بتوجيه سفنها بمرافقة السفن التي ترفع علماً أمريكياً في مضيق هرمز الاستراتيجي بين عمانوإيران.