الدين الإسلامي الحنيف يزخر بالصور، والشواهد، التي تحث على الرفق بالحيوانات، والاعتناء بها، دون إلحاق الضرر، أو الأذى بهذه الحيوانات، التي دبَّ الله فيها الروح، وأشركها مع الإنسان بخصائص، وغرائز عديدة، تجعل من الرحمة والرفق بها أمراً ضرورياً لا ينبغي استبداله بغيره. ولكن جهل بعض الناس، واستهتارهم، قد يولِّد أموراً وحشية، رأيناها في بعض مقاطع الفيديو، والمواقع، حيث يتلذّذ أشخاص بإيذاء الحيوانات دون أي شعور بالذنب، أو بحجم الفعل السيئ، الذي يقومون به. وفي حديث لمعلمة تعمل في «رياض أطفال»، ذكرت أن أحد الأطفال كان يرفض الرفق بالحيوان، حين كانت تحدثهم عن طريقة التعامل مع الحيوان برفق، وقال هذا الطفل: إن الطفل المولود حديثاً فقط هو مَنْ نعتني به، ولا نُلحق به الأذى. وحين حاورته المعلمة، قال إن والدته هي مَنْ تعلمه ذلك. ويبدو أن والدته تقوم بهذا الأمر من أجل حماية طفلها الصغير! السلوكيات الخاطئة التي تنشأ مع التربية هي التي تولِّد هذه الوحشية في التعامل مع الحيوان. أساليب علاج هذه المشكلة عديدة، ولكن الأهم من ذلك هو وجود الوعي، والفكرة الصحيحة حول التعامل مع الحيوان، والرفق به، كما أن الدين الإسلامي، كما أسلفت يزخر بالصور، والشواهد في التعامل برفق مع الحيوان، ومن أبرزها حديث المرأة البغي، التي دخلت الجنة في كلب سقته، وحديث المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. وأخيراً: حين كنت صغيرة، كانت والدتي تخبرني أن مَنْ يزعج فراخ الحمامة في عشِّها، تدعو عليه الحمامة بألا يهنأ في العيد، فكان ذلك رادعاً، وأدباً، أصَّل في نفسي قيمة الرفق بالحيوان، والإحساس به بوصفه كائناً حياً.