مجتمعون وبصمت تام يستمعون لخطب لم ترسل إلا للمشاعر، تلك المشاعر التي متى ما تأثرت شاركت في صناعة القرار، ذلك القرار الذي من شأنه أن يكون مكسباً للمستفيد من هذه الخطب. وبينما هم يلقون تلك الخطب؛ إذ جاءت جهيزة لتقطع على هذه الخطب طريقها نحو المشاعر لتنهي ذلك المحفل على نحو مغاير لما خطط له. جهيزة لم تكن صانعة قرار، هي فقط ناقلة للخبر. لا يعرف كثير مَن كان يلقي تلك الخطب ومن القاتل ومن المقتول، لتظل جهيزة هي الحاضرة في ذلك المثل الذي مازال يحفظه لها تراثنا العربي. بعض البرامج التليفزيونية «جهيزة» من نوع آخر، فهي تنقل لنا خبراً فائتاً منتهي الصلاحية ليس كخبر جهيزة في تراثنا العربي، فالمواضيع التي تتناولها هذه البرامج قد بت فيها سلفاً، ولذلك فهي تنقل لنا خبراً مستهلكاً لكنها تزينه عبر من تستضيفهم في حلقاتها وتصور لنا أنها قد تصنع لمستضيفها قراراً، المواضيع المنتهية بصك من محكمة أو بقرار من جهة تملك إصدار القرارات لها أنظمة تحكمها، وتداولها عبر هذه البرامج لا أرى أنه سيؤثر في قرار صادر وفق نظام، وإن كان لهذه البرامج تأثير فنحن أمام أمرين إما ترجع الجهة عن قرارها النظامي أو لا ترجع، فإن رجعت كان هناك خلل في النظام أصلا ولا بد أن تكون هناك محاسبة، وإن لم ترجع أصبح البرنامج ناقلاً للخبر فقط وعليه أن يلتزم بذلك بعيداً عن التشهير.