عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحبك لله تعالى، عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام والرسل والأولياء الصالحين، عش بالكفاح، عش بالصبر، عش بالحب وقدر قيمة الحياة. بهذه الكلمات الجميلة يختم الدكتور إبراهيم الفقي -رحمه الله- دوراته ولقاءاته التدريبية.الفقي الذي وافته المنية إثر حريق اشتعل في منزله يوم الجمعة 18/ 3/ 1433ه، كان نموذجاً للكفاح من أجل الوصول للأهداف التي رسمها لنفسه، فقد بدأ حياة بسيطة، ثم انطلق بهمة وعزيمة وإصرار، حتى حقق أهدافه النبيلة، فأصبح خبير التنمية البشرية الأول في الوطن العربي، وحصل على 23 دبلوماً في مجالات التنمية البشرية والإدارة والمبيعات والتسويق، وأسس شركات إبراهيم الفقي العالمية، بالإضافة إلى إدارته للمعهد الكندي للتنمية البشرية، وقد درب أكثر من سبعمائة ألف شخص حول العالم، كما أنه يحاضر ويدرب بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية. تنقل بين عدة دول منها كندا وأمريكا والصين وأستراليا، وحظيت المحاضرات التي ألقاها بحضور جماهيري واسع، فهو متمكن من مادته، حاضر البديهة، يجيد لغة التواصل مع جمهوره، قادر على إيصال المعلومة بأساليب متعددة. لقد ساهم رحمه الله في تغيير العديد من الأشخاص، بإرشادهم إلى كيفية استغلال مواهبهم وقدراتهم، والتخلص من السلبية التي يعيشونها، فمن عباراته: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً، راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعاً، راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك. إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون، عزاءنا أنه ترك علماً ينتفع به، فقد خلف العديد من الإصدارات المقروءة والمسموعة والمرئية. وآخر تغريدة له على حسابه الخاص في تويتر كان يقول فيها: ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما العظماء هم الذين يشعرونك أنك تستطيع أن تصبح واحداً منهم. لقد عشت محبوباً ومت محبوباً يا دكتور إبراهيم الفقي، نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يجعل ماقدمته في ميزان حسناتك.