يعيش الطلاب في مختلف المراحل سواءً في مرحلة التعليم العام أو التعليم العالي خلال هذه الفترة أياماً وأسابيع عصيبة، وهي فترة «ما قبل الاختبارات» التي تتكرر وتمر على الطلاب مع نهاية كل فصل وعام دراسي، فهذه الأيام فرصة للطالب أن يتهيأ فيها ويستعد لموسم الحصاد، وجني ثمار فصل وعام دراسي مملوء بالأحداث والمتاعب التي واجهته. ويختلف التعامل والتعايش مع هذه الفترة من طالب لآخر، فهناك قِلة من الطلاب حريصون على المذاكرة والمتابعة بشكل مستمر أولاً بأول ودرساً بدرس منذ بدء العام الدراسي، بينما معظم الطلاب -في رأيي- مع الأسف غير حريصين على المذاكرة سوى في الأيام التي تسبق اختباراتهم، والأدهى من ذلك كله هناك عديد من الطلاب لا يبالون ولا يعيرون المذاكرة أي اهتمام، وهذه مشكلة حقيقية نعاني منها خاصة في السنوات الأخيرة. قد يتفق كثيرون معي حول تلك المشكلة التي يعاني منها الطلاب، ولكن عندما نبحث عن مسبباتها لا نجد سوى الإهمال أولاً وأخيراً، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نواجه هذه المشكلة؟ وكيف نقوي العلاقة بيننا والمذاكرة؟، -في رأيي- أن الاهتمام هو أول الحلول لعلاج أي أمر أو مشكلة، بعد الاستعانة والتوكل على الله، ولخص الشيخ الدكتور عايض القرني الاهتمام وأهميته في مقولته: «الاهتمام بالشيء، والتشاغل به، والحرص عليه، ومعايشته، يصهر قلب الإنسان بحب ما يصبو إليه، ويضطرم فؤاده بقضيته، وتتألّق نفسه بمراده». ولكي يهتم الطالب بنفسه وبدراسته، هناك أمور عديدة يجب توافرها، كوقفة المعلم مع طلابه في اختيار الطريقة المثلى في إيصال المنهج الدراسي لهم، وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم في المادة، وكسر الحاجز بينه وبين طلابه حتى يحببهم في المادة، ويستجيبوا له عندما يطلب منهم مراجعة المنهج بشكل مستمر، بالإضافة إلى دور الأسرة مع الطالب من خلال تحفيزه ودعمه وتشجيعه للحرص والاهتمام بدراسته واحتوائه، والتعرف على مشكلاته، ومعالجة العوائق والصعوبات التي تواجهه، كما يكمن دور الأسرة في تهيئة الجو المناسب له، وإبعاده عما يسبب له القلق وغيره. ولكن يبقى الجانب والدور الأهم مرتبطاً بالطالب نفسه، والمتمثل في التفكير بمستقبله المتعلق بدراسته، والاهتمام به، ووضع «النجاح الدراسي» هدفاً له في نُصب عينيه ويسعى دائماً لتحقيقه، كما يجب عليه التركيز في دراسته خاصة في الفترة التي تسبق الاختبارات، وأن يختار الصحبة الصالحة التي تعينه على ذلك، وأن ينظم أوقاته ما بين العبادة والمذاكرة والنوم والترفيه وصلة الرحم، حتى لا يَمَلّ، كما يستشير مُعَلِّمه أو مختصاً في أي أمر أو مسألة تواجهه. فأنصح إخواني الطلاب أن يحرصوا أشد الحرص على هذه الفترة، وألا يستهينوا بها، وأن يدركوا أهمية العلم والتعليم، ويستشعروا نعمة الأمن والأمان والتعليم التي حُرمَ منها كثيرون في عدد كبير من بلدان العالم، وذلك بحمد الله وشكره عليها، واستغلالها بما يعود بالنفع على دينهم ووطنهم وأنفسهم. بيت أختم به مقالي: «العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف».