دافع المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، المغربي جمال بن عمر، عن جهوده للوساطة بين الأطراف اليمنية، ورفض توجيه اتهاماتٍ له بتمكين الحوثيين، فيما أبدى المندوب اليمني لدى مجلس الأمن اعتراضه على هذا الموقف واتهم صاحبَه ب»شرعنة الانقلاب». واعتبر ابن عمر الانهيار في اليمن نتيجةً لأخطاء من جميع الأطراف الداخلية، وقال إنه لا يمكن نسب المسؤولية إلى طرف واحد «بل هي نتيجة تراكمات يتحمل وزرها جميع الأطراف، ولكن بدرجات متفاوتة». وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في نيويورك بعيد إطلاعه أعضاء مجلس الأمن على إفادة أخيرة عن جهوده؛ أن المطالب التي تضمنها قرار المجلس الأخير بشأن اليمن (رقم 2216) لم تلق أي استجابة، ورأى أن «رقعة الحرب اتسعت» و«باتت مواجهة شاملة»، محذِّراً من «تعاظُم استفادة تنظيم القاعدة من الوضع الحالي ما لم يتم التوصل إلى حل للأزمة». وتحدَّث ابن عمر (58 عاماً) عن سقوط مئات القتلى والجرحى في اليمن ونزوح عشرات الآلاف وتعرُّض البنية التحتية إلى دمار هائل، وأشار إلى اتساع رقعة انعدام الأمن الغذائي بما يهدد 12 مليون يمني، محذِّراً من «تأخُّر وصول المساعدات بسبب نظام العقوبات والحظر المفروض على اليمن» ومن «إلقاء القضية الجنوبية العادلة في غياهب النسيان». ومع إقراره بتعقُّد الأوضاع؛ أبدى الدبلوماسي المغربي الذي استقال قبل أيام ثقته في قدرة اليمنيين على إرجاع العملية السياسية إلى المسار الصحيح، ورأى أنهم متفقون على معظم النقاط باستثناء موضوع رئاسة الجمهورية. ورفض ابن عمر اتهامه بشرعنة انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، وقال إن «الأممالمتحدة ليست شماعة ليتم تحميلها المسؤولية، فنحن لسنا حكومة أو جهة رسمية، نحن نعمل في إطار قرارات مجلس الأمن ومساعي الأمين العام للتقريب بين وجهات النظر». وذكر أنه أبلغ مجلس الأمن أن المفاوضات بين الأطراف اليمنية كانت تقدمت بشكل كبير خلال شهري فبراير ومارس الماضيين «لكنها لم تكن انتهت»، مؤكداً أنها توقفت تماماً حالياً ل«اتساع رقعة الاشتباكات». ورداً على سؤالٍ صحفي حول علاقته بدول الخليج العربي؛ قال إنه عمل بكثب مع دول مجلس التعاون، ووصف دورها ب «المهم»، كاشفاً أنه كان صاحب الاقتراح باختيار الرياض مكاناً لتوقيع اتفاق نقل السلطة في اليمن عام 2011. وتوقَّع ابن عمر أن تستمر الوساطة الأممية في اليمن في التواصل عن كثب مع دول مجلس التعاون الخليجي. والسبت الماضي؛ أعلن بان كي مون تسمية الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد (55 عاماً) مبعوثاً جديداً له في اليمن، ولم تعترض أي دولة على اختياره. في المقابل؛ استنكر المندوب اليمني الدائم في مجلس الأمن، السفير خالد اليماني، ما ورد في إفادة ابن عمر أمام المجلس. وتأسَّف في تصريحات تليفزيونية مساء أمس ل «إنهاء المبعوث السابق مهمته بهذه الطريقة»، متهماً إياه بالانحياز للمتمردين الحوثيين و«شرعنة انقلابهم». ودعا اليماني إلى الاستماع إلى شهادات سياسيين يمنيين أفادوا بأن الدبلوماسي المغربي كان يشرعن الانقلاب و«تحدَّث خلال حوارات ما قبل عاصفة الحزم عن مجلس رئاسي في ظل وجود رئيس، وهو ما لا يمكن تقبله».