، فتاة لا تشبه باقي الفتيات، ولا تشبه الآخرين أيضاً، فمنذ الصغر كانت تقول إنها تشبه المخلوقات الفضائية، وفعلاً هي قد تبدو كذلك، وتبدو غريبة أيضاً ل «قصيري الفكر»، وقد استطاعت ميلاني غيدوس، مع شكلها المختلف، أن تُكوِّن لنفسها هوية، وتتميز بها عن غيرها، فقد أصبحت عارضة أزياء، وكانت مُصرَّة على إظهار، وإبراز شخصيتها في حوارها، الذي شاهدته على التلفاز. شخَّص الأطباء إصابة ميلاني ب «خلل التسنج الأديمي الظاهر»، وهو خلل جيني، يُولد مع الإنسان، وله أعراض عديدة منها: ندرة الشعر وقلته، هزل العينين، عدم نمو الأسنان، وإن كان فإنه لا يزيد عن بضعةِ أسنان، وندرة التعرق أيضاً، وغيرها من الأعراض. ميلاني في حديثها على التلفاز لم تكن تعاني من أي نوع من الحرج، ولم تكن ناقمة، أو ساخطة لشكلها المختلف، بل على العكس تماماً، كانت تمازح الطبيب، الذي وعدها بأن يصنع لها طقم أسنان، وقالت إنها ستبدو مثل القرش مع الأسنان الكثيرة، التي ستحصل عليها. عديدٌ من الرسائل الإيجابية، التي أوصلتها ميلاني إلى الآخرين بقصد، ودون قصد، كانت ملهمة جداً، وكانت بعيدة المدى لكل مَنْ يرى أشخاصاً مثل ميلاني. نقف على عديد من الأشخاص الملهمين في الحياة، ونستفيد منهم، ولكن الأمر يبدو مختلفاً حين نستلهم من أشخاص يعانون من أمراض، و«بتلاءات»، ويكون الأمر أكثر فاعلية حين يكون دون قصد! أخيراً، الحالة النفسية، والاجتماعية الجيدة، التي كانت تتحدث عنها ميلاني، وغيرها من الأشخاص الملهمين، لم تكن لتحدث دون مساعدة أسرتها، أو أشخاص داعمين لها، ولم يكن ذلك الأمر سوى جهد، وقدرة على الظهور، والثقة بالنفس، والإيمان الرائع، الذي يجعلهم قنوعين، وقادرين على العيش، والتعاطي مع الحياة، وعدم الاستسلام والعيش خلف ستار الحياة.