كعادة إيران ومطاياها من الرعاع العربي، لم يلتقطوا الفرصة التي فتحت لهم الباب على مصراعيه لحفظ ماء الوجه والعودة لشرعية النظام في اليمن. ففي فترات سابقة ماطلت إيران وسوّفت في برنامجها النووي، وفتح لها العالم كثيرا من الفرص لكنها لم تلتقط أياً منها، ومضت تخصّب اليورانيوم ما أجبر مجلس الأمن على فرض عقوبات اقتصادية شديدة التأثير، لكن إيران كابرت عبر ممثلها حينها أحمدي نجاد الذي قلل من أهمية تلك العقوبات، لكن الواقع كان مختلفا جدًا، حيث رزح الاقتصاد الإيراني تحت وطأة موجعة وتبينت نتائجها من خلال الانتخابات، حيث ظل الهاجس لدى الناخبين هو نجاح الرئيس القادم في تحسين الوضع الاقتصادي، وما أن أطلق روحاني مشكلة التدهور الاقتصادي ورغبته في حلها حتى تسابق الناخبون لترشيحه. وبعد أن قاد الحكومة الإيرانية قام بإجراء عديد من المباحثات حتى أسفرت عن تنازلٍ ضخم وغير متوقع. اليوم لا أعلم على ماذا يراهن الحوثيون ومن خلفهم إيران، حيث واجهوا العالم بقراراته وتوجهاته، ومن خلال طريقة إيران في التعامل مع المجتمع الدولي، نجد أن مليشياتها تتصرف بنفس الطريقة، تكابر حتى ترضخ للأمر الواقع الذي يفرضه خصومها. لقد حاولت تلك العصابات فرض جيوسياسي جديد من خلال تحركاتها الصبيانية، لكنهم نسوا ما النتائج التي قد تسفر عنها تلك التحركات، حتى ثار المجتمع الدولي واضعًا تلك العصابات على لائحة الإرهاب الدولي، فلم يعرفوا حجمهم الطبيعي وإطارهم الذي يتحركون فيه!! بل تصرفوا عن جهل سياسي تاركين مكوّنهم الحزبي في مهب الريح. اليوم يدرك الشعب اليمني بعد كل هذه الفوضى التي أحدثوها، أنهم عاجزون عن بناء دولة تتسع لكل المكونات السياسية، بل قد يتسببون في عزلةٍ تامة لبلدهم عن المجتمع الدولي.