ثورة كبيرة انفجرت في عالم الاتصالات والمعلومات، أدخلتها ما يسمَّى في عصر المعلومات، وذلك لسهولة حفظها، وتخزينها، والوصول إليها، وبأشكال وأحجام مختلفة. مع هذا التوسع الاتصالي، وانتقال المؤسسات، والجهات الحكومية، وغيرها إلى ما وراء المعلومة، والانتقال إلى آلية التواصل المباشر، والسريع مع الجمهور، بل وتطبيق استراتيجيات الحكومة الإلكترونية، وإنجاز المعاملات بأقل جهد ممكن عن طريق مواقعها بشكل أساسي، أجد أنه لاتزال هذه الجهات مقصِّرة، بل ومقصِّرة جداً، في عرض المعلومات الأساسية، وإبراز الهوية عن طريق مواقعها على الإنترنت. وبطبيعة الحال، فكثيرٌ من الصحافيين، والإعلاميين تجدهم يحيطون أنفسهم بشبكة كبيرة جداً من المعارف، والعلاقات المهنية، أو حتى «قروبات الواتساب»، وذلك لغرض الإنقاذ في الحصول على المعلومة «الطارئة» في وقتها! وكحال بقية زملائي الإعلاميين، وجدت نفسي الأسبوع الماضي في أزمة حقيقية، وكأنما أبحث في كومة قش من أجل الحصول على معلومة أساسية حول إحدى المؤسسات الرسمية الكبرى، وهيكلها الإداري! سمعنا كثيراً فيما مضى، وفي مختلف المناسبات، توصياتٍ بضرورة تفعيل الوجود الرسمي في شبكات التواصل، وتوفير المعلومة في وقتها المهم للمتلقي، للرفع من كفاءة العملية الاتصالية بين الجهة والمتلقي، وهذا بلا شك مطلب مهم، وتوجُّهٌ جوهري في كثير من أقسام العلاقات العامة والاتصال في مختلف جهات، ومؤسسات العالم لمحاربة الشائعة، وتعزيز الهوية، وخدمات العملاء، وغيرها. لكن ما نغفله، وما تجاوزنا عنه، هو أهمية بناء المواقع الرسمية بشكل «ثري» ومتكامل، أولاً من خلال محتوى جاهز، ومحدَّث، ويفي باحتياجات الزوار المختلفة، قبل محاولة الرد على الاستفسارات الطارئة، أو غير المعتادة. قم بزيارة سريعة الآن لمعظم المواقع الكبيرة، وستجد رتابة مملَّة، ومعلومات «غير مجزية»، تجعل من هذه المواقع ذات أهمية ثانوية، وتزيد بالتالي من الضخ الهائل والمتواصل على حساباتها في مواقع التواصل، أو جوالات المسؤولين طلباً للمعلومة.