يعاني كبار السن والعجزة من صعود الدرج، ولذلك فهم يحتاجون إلى مصاعد، أو سلالم كهربائية، وهذه الاحتياجات، مع الأسف، لا تتوفر في بعض الإدارات الحكومية، خاصة المراكز الصحية داخل الأحياء. المركز الصحي في حي الجلوية، وهو واحد من أقدم أحياء الدمام، يعاني كثيراً من النقص في الخدمات، التي يُفترض توفرها فيه، وهي نفس الاحتياجات التي تعاني من نقصها معظم مراكز الأحياء في مناطق المملكة. معظم تلك المراكز هي مبانٍ مستأجرة، بعضها قديم لم يعد يتناسب مع احتياجات المراكز، وعلى سبيل المثال: لا توجد مصاعد لكبار السن، ومواقف للسيارات تتسع لاحتياجات المركز، ما يتسبَّب في تكدس العاملين والمرضى، فهي مبانٍ تم استئجارها مؤقتاً لتتناسب مع عدد سكان تلك الفترة، بالإضافة إلى كونها لا تتناسب مع المراكز الصحية النموذجية، وأنا هنا سوف أفترض صورة لتلك المراكز التي يجب أن تكون عليه. أولاً: يجب أن يتناسب حجمها مع نسبة حجم السكان بعد 25 سنة. ثانياً: أن يتم تزويد المركز بمعظم احتياجاته من أجهزة حديثة مصغَّرة، مثل: مختبرات للتحليل والأشعة، أو التي لا تحتاج إلى طاقم فني كبير. ثالثاً: ربط تلك المراكز بالمستشفى العام من خلال الحاسب الآلي، وجميع عياداته التخصصية، للاستفادة من الاستشارات الطبية. رابعاً: وجود أطباء للصحة النفسية لديهم صلاحيات لصرف الأدوية النفسية لمرضاهم، خاصة أن هؤلاء المرضى يعانون من الذهاب إلى المستشفيات النفسية لبعدها عن المدن، كما هو حاصل في مدينة الدمام بعد أن تم بناء المستشفى الجديد. إلى متى سوف تظل مراكزنا الصحية مجرد مبانٍ مستأجرة على الرغم من ميزانية وزارة الصحة الضخمة. إنه من المضحك ألا توجد مراكز صحية في الأحياء الجديدة في كثير من مدننا، وتوزيع السكان على مراكز الأحياء القديمة، كما يحدث لسكان حي الشاطئ في الدمام، على سبيل المثال. وزارة الصحية تحتاج إلى إدارة صادقة لحل مشكلة المرضى، وأن تعي أن الصحة تهم الإنسان قبل أي شيء.. فلا يُعقل أن يتنقل المريض من مركز إلى آخر بسبب عطل في الأجهزة، أو زحام شديد.. صحتنا مهمة يا صحتنا.