كشف رئيس أركان الجيش الأوكراني أمس للمرة الأولى الوحدات الروسية التي تقاتل، على قوله، إلى جانب الانفصاليين الموالين لموسكو القوات الأوكرانية في الشرق المتمرد. وقال فيكتور موجنكو في مقابلة نشرت السبت على موقع وزارة الدفاع أن «القوات النظامية للجيش الروسي لا تزال موجودة في أوكرانيا» رغم توقيع اتفاقات مينسك-2 في فبراير التي تلحظ خصوصا انسحاب «كل القوات الأجنبية». وأضاف «مثلا، هناك اللواء المؤلل الخامس عشر من جيش المنطقة الوسطى الثاني واللواء المؤلل الثامن وكتيبة المظليين ال331 وفرقة المظليين ال 98 ووحدات أخرى». وأكد موجنكو «أننا نملك معلومات عن كل الوحدات الروسية، مكان انتشارها وعددها وأسلحتها». وفي السياق نفسه، أعلن أنه يملك «أدلة» على مشاركة القوات النظامية الروسية في المعارك «في تشورنوخيني ولوجفينوفي وديبالتسيفي» في فبراير الماضي. وسيطر الانفصاليون على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية بعد مواجهات عنيفة مع القوات الأوكرانية تزامنت مع توقيع وقف لإطلاق النار في مينسك برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وفي حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتتهم كييف والدول الغربية الكرملين بتسليح المتمردين في الشرق الانفصالي حيث أسفر النزاع في عام عن أكثر من ستة آلاف قتيل، وبنشر قوات نظامية، الأمر الذي تنفيه موسكو بشدة. من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة تليفزيونية أمس إن روسيا لها مصالح مشتركة مهمة مع الولاياتالمتحدة وتحتاج للعمل معها بشأن جدول أعمال مشترك. وفي تصريحات لقناة روسيا التليفزيونية التي تديرها الدولة بدا أن بوتين يخفف من حدة لهجته العدائية تجاه الولاياتالمتحدة بعد أن وجه لها انتقادات شديدة. وتوترت العلاقات بين موسكو وواشنطن وقوى غربية أخرى بسبب الصراع في أوكرانيا ووصلت إلى أسوأ مستوياتها. وقال بوتين «لدينا خلافاتنا بشأن عدد من القضايا على جدول الأعمال الدولي لكن في الوقت ذاته هناك شيء يوحدنا ويجبرنا على العمل معا». وتابع قوله «أعني المساعي العامة تجاه جعل الاقتصاد العالمي أكثر ديمقراطية واعتدالا وتوازنا حتى يكون النظام العالمي أكثر ديمقراطية. لدينا جدول أعمال مشترك». وهاجم بوتين الولاياتالمتحدة والغرب بوجه عام بشدة من قبل وألقى عليهم باللوم في الأزمة الأوكرانية التي تقول روسيا إنها نتيجة «انقلاب» دعمه الغرب على الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. ونفت روسيا مرارا اتهامات كييف والغرب بأنها تدعم الانفصاليين المؤيدين لموسكو بالجنود والسلاح في شرق أوكرانيا حيث قتل أكثر من ستة آلاف شخص منذ إبريل نيسان الماضي.