أبدى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ارتياحه لإعلان قادة العمل الإسلامي في باكستان دعمهم مواقف القيادة السعودية، فيما أبلغه عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، الشيخ ساجد مير، أن «الباكستانيين يقفون مع المملكة في هذه الظروف». وقال آل الشيخ، خلال لقائه أمس في إسلام آباد عدداً من رؤساء الجمعيات والمراكز والهيئات الإسلامية الباكستانية، إن قادة العمل الإسلامي والعلماء والمفكرين في باكستان يقومون بدور رائد في تعزيز العلاقات بين البلدين خصوصاً ما يتعلق منها بالعمل الإسلامي، وأشاد بدعمهم المستمر للمواقف التي تتخذها القيادة السعودية تجاه مختلف القضايا. من جهتهم، جدد رؤساء المراكز والهيئات الإسلامية الباكستانية التأكيد على دعمهم عملية «عاصفة الحزم» في اليمن وأدانوا ارتكاب الحوثيين أعمال قتل وتخريب، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس». ونقلت «واس» عنهم أنهم عبروا للوزير آل الشيخ عن ارتياحهم للجهود التي تبذلها المملكة باستمرار لتوحيد الأمة الإسلامية في وجه الفتن والحفاظ على أمنها، ووصفوا ما يقوم به الحوثيون في اليمن بأعمال إجرام وإرهاب منددين بتدمير المباني السكنية بما في ذلك المساجد ونهب المؤسسات العامة والخاصة وتهجير المدنيين وقتل أنفس بريئة. من جهته؛ اعتبر عضو مجلس الشيوخ الباكستاني، الشيخ ساجد مير، المؤتمرات والندوات التي نُظِّمَت في باكستان لتأييد «عاصفة الحزم» إشارة إلى ثقة الباكستانيين في الرياض وقناعتهم بأنها تقف دائماً مع المسلمين وتسعى إلى خدمة الإسلام. وقال مير، الذي شارك في لقاء رجال الدين الباكستانيين بآل الشيخ، إن مواقف السعودية في دعم المسلمين لا تنقطع وإنها تساندهم في مختلف أنحاء العالم، ووصف دورها بالفاعل وحكومتها بالرشيدة، مبدياً رضاه عن إعلان حكومة نواز شريف وقوفها إلى جانب المملكة وتعهدها بالمشاركة في الدفاع عنها إذا تعرضت أراضيها لمخاطر. وأوضح مير، وهو رئيس جمعية أهل الحديث المركزية، أنه أبلغ آل الشيخ أنه «في مثل هذه الظروف نحن مع المملكة». وأوردت «واس» أن لقاء آل الشيخ وقادة العمل الإسلامي في باكستان بحث مسيرة العمل الإسلامي ووسائل دعمه وتطويره والتصدي لأي مخاطر تستهدف عقيدة الأمة الإسلامية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة. وذكرت أن المشاركين نوَّهوا بالكلمة التي ألقاها وزير الشؤون الدينية الباكستاني، سردار يوسف، في مؤتمر «الدفاع عن الحرمين» السبت الماضي وأكد فيها أن المتمردين في اليمن بغاة مسلحون وأن «عاصفة الحزم» حق للمملكة وليست حرباً إلا على المعتدين. وكان يوسف جدَّد السبت إعلان إسلام آباد دعم الإجراءات السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، مؤكداً أن الوقت حان لأن نكون مستعدين لدعم المملكة وشعبها. ووصل آل الشيخ إلى العاصمة الباكستانية مساء أمس الأول لإجراء سلسلة من اللقاءات والمحادثات تستمر عدة أيام، بحسب «واس». ووصف آل الشيخ، في تصريحاتٍ للصحفيين الموجودين في المطار، علاقات البلدين بال«قوية» والقرار الأخير الصادر عن برلمان باكستان ب «شأن داخلي»، في إشارة إلى تحفُّظ البرلمان على المشاركة عسكرياً في «عاصفة الحزم». وقال الوزير «أولاً لا بد أن نؤكد أن المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية هما بلد واحد وعلاقاتهما من تأسيس المملكة وتأسيس دولة باكستان قوية ومتميزة ومستقرة ودائماً من حسن إلى أحسن وتعاون في جميع المجالات وعبر جميع الأصعدة». ونقل التليفزيون الباكستاني الرسمي عنه قوله «هذه شؤون خاصة بباكستان ولكن نحن دائماً نطمع في أن تكون باكستان مع المملكة العربية السعودية في كل الظروف وفي جميع الأحوال لأن المملكة هي بلد الحرمين الشريفين، وباكستان هي ثاني أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وما بيننا وبينها هو في القمة دائماً». والجمعة الماضية؛ أصدر البرلمان الباكستاني قراراً عبَّر فيه عن دعمه الكامل للرياض وتعهَّد بأن تقف إسلام آباد كتفاً بكتف مع المملكة وشعبها في حالة انتهاك سلامة أراضيها، لكنه دعا حكومة بلاده إلى ما سمَّاه «التزام الحياد» في أزمة اليمن وطالب كافة الفصائل اليمنية بحل خلافاتها. وجاء في مشروع القرار أنه «يود أن تلتزم باكستان بالحياد في الصراع في اليمن حتى تتمكن من لعب دور ديبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة». إلى ذلك؛ التقى القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة المملكة لدى باكستان، الوزير المفوض جاسم بن محمد الخالدي، أمس عدداً من الزعماء السياسيين الباكستانيين في مكتبه بمقر السفارة.