تمتلئ مفكرة كرة القدم المحلية بمناسبات تاريخية للملكي وللعالمي، سُجلت بمداد من ذهب تلك الذكريات الخالدة السعودية. كذا أهلي ونصر وكرة قدم ومنافسة لا تعرف لغة الهدوء وترحب بما يتجاوز الحدود. عودة الأهلي والنصر عودة جوادين أصيلين إلى مضمار السباق. عودة فيها عبق التاريخ الجميل، عودتهما معطيات يجب أن تستمر ويجب أن تتطور، لحفظ موازين القوى في كرة القدم المحلية. موسم الملكي والعالمي موسم محتدم يحترم فيه كل طرف الآخر، ويقدم فيه كل طرف كرة قدم في الملعب، ويقدم فيها كل طرف في نهاية المطاف مشروع التواضع عند الفوز والتبسم حال الخسارة. نعم هناك من يحاول أن يخدش جمالية هذه المنافسة عبر تعليقات وتدخلات وأحياناً تجاوزات، لكنهم نكرات والنكرة لا محل لها من التاريخ. نقطتان ستبقيان حتى آخر جولتين وعندها سيكون الأكل باليد قمة الشبع، فيما صفحات التاريخ ستخط أسباب التفوق وأسباب الاجتهاد وقليل من الخروج على النص. دوري جميل بعنفوان ملكي وإصرار عالمي وقتالية عميد وثقافة زعيم، ومجموعة تلعب كرة قدم لأجل كرة قدم، دوري كل المواسم السابقة. أربع جولات ويُسدل الستار على أعظم منافسة دورية تتخطى فيها الأرقام حاجز توقعات أكثر المتفائلين. أربع جولات تقول لنا كرة القدم إن البطل رقم أول، فيما يستحق اللقب رقمان، قدما موسماً استثنائياً على الرغم من كم المشاركات والمباريات والمسابقات. أربع جولات فيها ديربيان من فئة أكون أو لا أكون، ديربيان ينتظرهما عشاق كرة القدم المثيرة في المنطقة. أربع جولات تُقبل فيها الروح الرياضية ويُقبل فيها الفوز و تُقبل فيها التهنئة وتُقبل فيها قياسات الاحترام والتقدير. أشرع الملكي والعالمي باب المنافسة بعد غياب دام مواسم، وهي عودة أثلجت قلوب جيل وأكدت على دورة التاريخ. بعودة الملكي والعالمي نستعيد نسق المنافسة المُتعددة في كرة القدم السعودية، بعد أن ظلت حكراً على أسماء محددة، وهو ما من شأنه صناعة منتخب متنوع قادر على ترويض المناسبات الخارجية. علاقة الملكي والعالمي على كافة المستويات جاءت هادئة، يشوبها ما يُعكر صفوها أحياناً، فيما تفرض عقلية الكبار هيمنتها على الموقف .