أحياناً يجد الإنسان نفسه وقد دخل في دوامة مفاجئة، وقد تغيَّرت نفسيته، ومزاجه للأسوأ، دون أن يكون هناك سبب ظاهر، أو حدث قد حصل له في نفس الوقت، وقد يؤدي به ذلك إلى تغيُّر سلوكه مع الغير بالغضب تارة، والصراخ، أو الصمت تارة أخرى، دون أن يفهم الآخرون لماذا يتغيَّر مزاج شخص، وتصرفاته دون سبب واضح، وقد لا يفهم هو نفسه لماذا حدث له ذلك. كل تلك الأمور تحدث بسبب «العقل الباطن». للعقل الباطن قدرة عجيبة على السيطرة على الإنسان، وسلوكياته المتغيِّرة، فالعقل الباطن هو المخزن للذكريات القديمة، والانفعالات، والعواطف، وهو يضم كل ما في قدرته التحكم في تصرفات الإنسان، بعكس العقل الواعي محدود التركيز، الذي يقوم بالتخزين للعقل الباطن. كل ما حدث في السابق، ويحدث الآن، يتجمع في العقل الباطن، والكلام الذي يقوله الآخرون يتركز في العقل الباطن، الذي قد يجعل الشخص يصدق كل ما يقال عنه، وقد يحبطه أحياناً، وأحياناً أخرى قد يدفع به للأمام. لذلك من المهم جداً تنقية العقل الواعي، ونقل ما يريده الشخص فقط لعقله الباطن، فدخول الكلمات السلبية والمحبطة للعقل الباطن يجعلها تستقر، ويجد الشخص نفسه وقد استسلم لعقله الباطن، الذي يقول عنه العلماء إنه المسؤول عن حصول العادات، والمسؤول أيضاً عن تغييرها حين يريد الشخص أن يغيِّر منها. الكلمات الإيجابية، التي يدعم بها الشخص نفسه، والإطراء الذي يحصل عليه من الآخرين، والتخيلات الصائبة عن مستقبله، التي يقوم بإنشائها في عقله، حين تستقر في العقل الباطن ستثمر له حياة أفضل وأكثر سعادة.