ما أجمل ما قاله المتنبي في أبياته الشهيرة التي منها: فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيم وهو يشيد بشجاعة الشجعان، خاصة عندما تكون تلك الشجاعة صفة متأصلة في الإنسان، وقد خص الحكماء بقوله: وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم وهذه القصيدة في مجملها تشيد بالمغامرة لبلوغ شرف مروم، وألا تقنع بما دون النجوم، فربط بين الوصول إلى القمة والأعالي والشجاعة في اتخاذ قرار شجاع. والشجاعة ليس لها شكل محدد، أو وقت محدد، بل هي قرار شجاع، يستلزم اتخاذه بما يفرضه الموقف، فيستدعي ذلك اتخاذ القرار، شرط أن يكون مناسباً للحالة، وأن يكون في الوقت المناسب، والمكان المناسب، حتى نحصل على نتائج سليمة ودقيقة ومثمرة لا تحتمل الخطأ، وتكون بعيدة كل البعد عن التهور، أو التخبط، من خلال قرار مدروس، ومتخذ بعد الدراسة المستفيضة له من كل الجوانب المختلفة. إن ما قامت به المملكة العربية السعودية هو نموذج لقرار صائب شجاع بالحرب على أعداء الوطن، وأعداء السلام، وأعداء الاستقرار من خلال عاصفة الحزم المباركة، التي جاءت بقرار حكيم، ومدروس، وشجاع من قائدنا الأعلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله وسدده، هذا القرار الذي يعد مثالاً على القرارات الشجاعة التي تأتي في الوقت المناسب، والزمن المناسب للذود عن حمى الوطن، وحمايته من كل معتد أثيم. وهذه هي المملكة الآن أصبحت تتبوأ مكانة عالية بين دول العالم، وتفرض احترامها، وتثبت للعالم أجمع أنها مملكة الشجعان، وأنها ستفرض الأمن والاستقرار بقوة السلاح لحماية مقدساتنا، وأمننا، وسيادتنا.