باتت حياة البشر مثلجة وخالية من روح الحياة وبهجتها، وقد يُرجع البعض سبب ذلك للزمان وما يعتريه من تطور وتقدم بشتى المجالات ما جعلتهم في حالة عبادة لها، بل على العكس منهم مَنْ يراها ثورة تفجرت لصالح ترابط العالم قاطبة، وما بين مؤيد ومعارض تنجلي غيمه الحقيقية، فكل ما كنا أقرب للشمس وللهواء وللأرض نفسها كل ما كنا أنقى وأجمل. وبحاجتنا الشديدة للتكنولوجيا وما ينتج عنها من انبعاثات خطيرة على الصحة الجسدية، نجد أنفسنا في صراع مع الرغبات التي تسكننا. ثورة جعلت من حدود الدول البعيدة مسافة كلمح البصر بتقنيات حديثة، سريعة المدى والتأثير، وفي الوقت نفسه انكبت الرؤوس وطأطأت من أجلها فشكلت منهم قوالب بادرة، بلا روح بعيدة كل البعد عن شذى الحياة الخارجية وعطرها. إذن لا غنى لنا عما يشغل حاجتنا التقنية حتى لو كان من باب اللهو وسد رغبتنا الملحة وفوضاها ولا نحن بمجحفين بحق جمال الأرض وطبيعتها ولا مبالين بصحتنا. فالتوازن هو خير ما يُعمل به إذا تداخلت المتطلبات وكان لكل منهم سيف ذو حدين، وإلا فالخسارة بحجم السماء لن يدركوها حتى ينقضي العُمر وتشيخ الروح وتتبدد الصحة. الحياة زهرة تذبل كلما تنكرنا لها.