أكدت الخطوط الجوية العربية السعودية اليوم أن جميع تذاكر الركاب المتأثرين من تأخير رحلاتهم أو إلغائها بسبب العاصفة الرميلة التي هبت على معظم مناطق المملكة الأربعاء الماضي ستبقى صالح للسفر، ولن تكون مغلقة. وقالت في بيان لها: سيتم فتح جميع التذاكر للركاب الذين حصلوا على بطاقات صعود الطائرة ولم يتمكنوا من السفر، حتى تكون لهم حرية التصرف بها لاحقاً. وعبرت الخطوط السعودية مجدداً في ختام بيانها عن أسفها واعتذارها لجميع الركاب الذين تأثرت رحلاتهم بالظروف المناخية الخارجة عن الإرادة التي تضررت منها عمليات "السعودية" بشكل كبير. وأكدت أن جميع القطاعات التشغيلية للعمليات الجوية والأرضية وقطاع الشؤون التجارية المعني بالحجز والتذاكر، في حالة استنفار متواصلة على مدار الساعة لمعالجة الآثار الناتجة عن الظروف المناخية، وما ترتب عليها من تغيير شامل في جدولة الملاحين وتنظيم جداول الرحلات بعد التوقف الكامل لحركة النقل الجوي في مطارات المملكة . وقدمت الخطوط السعودية شرحاً تفصيلياً بالإجراءات المتخذة من لحظة بدء العاصفة إلى مساء يوم أمس السبت في جميع مواقع الخدمة وكذلك في الإدارات التشغيلية المباشرة وهي العمليات الجوية والعمليات الأرضية وقطاع الشؤون التجارية المعني بأنظمة الحجز والمبيعات حيث أوضحت أن موجة الغبار الشديدة على مدينة الرياض بدأ تأثيرها قبل مغرب يوم الأربعاء 12 /6 / 1436ه الموافق 1 /4 / 2015م مسببة إيقاف كامل لجميع الرحلات المتجهة من وإلى المطارات المتأثرة بالعاصفة وعددها 27 رحلة وإعادة توجيه ما مجموعه (25) رحلة ما بين مجدولة وغير مجدولة كانت متجهة إلى هذه المطارات إلى مطارات بديلة حسب خطط الرحلات النظامية التي يجري اعتمادها قبل إقلاع كل رحلة . وأضافت: أنه تم تحويل الرحلات المحلقة وكانت في طريقها للرياض، بعد هبوب العاصفة، إلى مطار الملك فهد بن عبدالعزيز الدولي بالدمام, وهبطت هناك قبل وصول العاصفة للدمام، وهناك رحلات أخرى كانت قد أقلعت أصلاً من مطارات عديدة من المملكة ومن خارجها، وصادف وقت هبوطها في مطار الملك فهد وصول العاصفة للمنطقة الشرقية وتدنى مستوى الرؤية إلى (صفر), مما استوجب وحسب أنظمة السلامة في المطارات وقف الطائرات في اقرب موقف منها وهي في وضع الانتظار, حيث أن أنظمة السلامة داخل حرم المطارات تمنع تحرك المركبات عند انعدام الرؤية من أجل سلامة الركاب وسلامة الطائرات وسلامة طواقم الخدمات الأرضية في المطارات، بينما اتجهت رحلات أخرى إلى مطارات البحرين والدوحة ودبي ومسقط . وبينت الخطوط السعودية, أن الوضع كان متشابهاً في جميع المطارات التي كانت في مسار العاصفة الرملية، في الوسطى والشرقية ومطارات المدن شمال المملكة وجنوبها, علماً أن الخطوط السعودية تخصص 70% من عملياتها التشغيلي للقطاع الداخلي بين 27 مطاراً في المملكة، وبقي الوضع على تلك الحالة إلى صباح يوم الخميس 2 أبريل، وكان عدد الطائرات الموجودة في مطارات غير التي يفترض وجودها فيها وقت العاصفة مع أطقم ملاحيها يكفي لتشغيل 73 رحلة، وبهذا فإن التأثير طال الركاب الذين لم يصلوا إلى وجهتهم بعد تحويل وجهات الطائرات، إضافة إلى الركاب المنتظرين في المطارات للحاق بالرحلات اليومية المجدولة . وقالت إن عدد كبير من الطائرات لم تكن في مواقع التشغيل وفق الجدول المعتاد ولم تكن في مكان واحد بل متفرقة بين المطارات الداخلية والدولية حرصاً على سلامة الطائرات ومن فيها، وكان لذلك تأثير بالغ على إعادة الجدول وانتظامه من جديد ليوم الخميس، وذلك لأن أنظمة النقل التجاري الجوي وفق رخصة التشغيل النظامية 121 تفرض قيوداً مشددة على حركة الطائرات وعمل ملاحيها في ال24 ساعة، وكما أن الركاب بحاجة إلى حجز فإن الطيارين والملاحين عموماً تتم لهم إجراءات مشابهة لإجراءات الركاب، حيث تجري جدولتهم على طائرات معينة، وتصدر لهم تراخيص سارية للعمل بموجبها، ولكن بعد انقضاء فترة معينة من العمل يجب حصولهم على فترة راحة نظامية حسب قانون النقل الجوي . ولفتت إلى أن غالبية الملاحين كانوا في الطائرات طوال ليل الأربعاء إلى صباح الخميس مع الركاب في انتظار انقشاع العاصفة وقد وصلت مدة انتظار كثير منهم إلى ما يزيد عن 15 ساعة، ولأن أنظمة الطيران ليست مجالاً للاستثناء أو التدخلات سواء في الجدولة أو لتمديد فترة عمل الطيارين أو الملاحين، لذا أثر ذلك على جدول الملاحين فتوقفت رحلات وتأخرت أخرى يومي الخميس والجمعة . وأوضحت أنه مع بدء الأزمة تم على الفور تفعيل مركز الطوارئ في العمليات الجوية بإشراف مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية وبرئاسة رئيس شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي وعضوية جميع مساعد المدير العام في العمليات الجوية والأرضية والقطاع التجاري، وهو منعقد من مساء الأربعاء وحتى ساعة إعداد هذا البيان، مفيدة أن مركز الطواريء اتخذ عددا من الإجراءات وهي حصر أعداد الركاب المتأثرين من خلال أنظمة الحجز وتحديث المعلومات أول بأول من خلال الرسائل النصية (الرسالة تصل لمن ادخل رقمه النقال في سجل حجزه) وحصر أعداد الطائرات الجاهزة للتشغيل، والاستعانة بطائرات من أسطول الحج والعمرة بملاحيها لتغطية بعض الرحلات المجدولة , وإعادة تعيين رحلات بحدود ما كان متوفرا من الطائرات في المطارات الرئيسة وطلب الملاحين كاملي الجاهزية لتشغيلها، وإعادة جدولة الملاحين المنتهية ساعات عملهم وهي للتقريب عملية شبيهة بعملية حجز الركاب إلا أنها تختلف بسبب القيود على الوقت كما سبق ذكره . كما تضمنت الإجراءات تم فتح خطوط هاتفية ساخنة مع مسؤولي المحطات الذين كانوا في مراكز عملياتهم المحلية طوال الوقت لتحديث معلومات الرحلات وإعادة تعيين أخرى ووضع الأولويات وتخصيص رحلات إضافية في حدود ما كان متوفرا كما جرى ذكره سابقا، وتوفير حافلات لنقل من يرغب من الركاب بين المحطات المتقاربة كالرياض والمنطقة الشرقيةوالرياض ومنطقة القصيم، وتوفير السكن لآخرين , ومعالجة الوضع لإعادة جداول الرحلات للوضع الطبيعي تطلب الاستعانة بالقوى العاملة في تشغيل الرحلات بأقصى طاقتها حيث تم استنفار عدد كبير من الطيارين وملاحي الخدمة الجوية والموظفين الأرضيين ومضاعفة أعداد الموظفين في الورديات بجميع قطاعات العمليات وقام عدد كبير من الطيارين والملاحين ممن كانوا يقضون أيام إجازتهم النظامية أو راحتهم الأسبوعية بالتطوع لتشغيل الرحلات، وتطوع بعض قائدي الطائرات للعمل كمساعدي طيار على بعض الرحلات مساهمة وحرصا منهم على تقليل اثر توقف التشغيل على الركاب، كما قام بعض مديري ومدربي ومشرفي الخدمة الجوية ممن لديهم ترخيص بالعمل على الطائرات بتغطية عمل زملائهم ممن انتهت ساعات عملهم القانونية. وأردف البيان أن تقرير العمليات التشغيلية للأيام تضمن الأرقام التالية : -الأربعاء 12 /6 /1436ه الموافق 1/4/2015م كان عدد الرحلات المجدولة (507) رحلة، تم إلغاء (145) رحلة منها وتأخر إقلاع (75) رحلة وتم تحويل مسار (18) رحلة وإعادة جدولة (25) رحلة . -الخميس 13 /6 /1436ه الموافق 2/4/2015م, كان عدد الرحلات المجدولة (532) رحلة، تم إلغاء (167) رحلة منها وتأخر إقلاع (303) رحلة, وتم تحويل مسار (1) رحلة وإعادة جدولة (43) رحلة . -الجمعة 14 /6 /1436ه الموافق 3/4/2015م كان عدد الرحلات المجدولة (487) رحلة، تم إلغاء (153) رحلة منها وتأخر إقلاع (300) رحلة وتم إعادة جدولة (26) رحلة . -عدد الرحلات المجدولة خلال الأيام الثلاثة (1526) رحلة تم إلغاء (465) رحلة, وبنسبة (30.47%) من إجمالي عدد الرحلات, وكانت الرحلات المتأخرة (678) رحلة بنسبة (44.4%) فيما تم تغيير مسار (19) رحلة بنسبة (1%) وتم إعادة جدولة (94) رحلة بنسبة بلغت (6.2%) وتم تشغيل (94) رحلة إضافية بما توفر من طائرات في أوقات مختلفة أيام الأربعاء (25) رحلة والخميس (43) رحلة والجمعة (26) رحلة نقلت أكثر من (28400) راكب في رحلات داخلية ودولية مع الأولوية للرحلات الداخلية على مدى الأيام الثلاثة . وبينت الخطوط السعودية أنه اعتباراً من عصر الجمعة بدأت الأمور بالتحسن التدريجي وغادر العديد من الرحلات الدولية والداخلية وان كان بشيء من التأخير، إلا أن إغلاق بعض المطارات في المنطقة الجنوبية بسبب الأحوال الجوية أثر مرة أخرى على الترتيبات، ثم عادت الأمور لتسير بشكل جيد حتى صباح يوم السبت، إلا أن الأجواء المناخية غير المستقرة عاودت نشاطها على بعض مناطق المملكة, وأدى ذلك إلى عودة رحلة (الرياض/القيصومة) إلى مطار الملك خالد بالرياض, كما ألغيت رحلات لتبوك وللمنطقة الجنوبية لنفس السبب . وأفادت أن الكثير من الركاب قرر المغادرة إما بما وفرته الخطوط السعودية من حافلات، أو بترتيباتهم الخاصة، وكانت جميع الرحلات المغادرة تظهر سجلات الحجز أنها مكتملة العدد، ولكن بسبب ارتباط الرحلات بنقل ركاب آخرين من محطة المقصد فكان لزاماً مغادرتها بدون النظر لعدد الركاب المغادرين عليها، وهذا يوضح سبب مغادرة رحلة (أبها/جدة) رقم 1688 بعدد قليل من الركاب إذ لا بد من مغادرتها لارتباطها برحلة عودة أخرى ستقل مسافرين تأثروا بهذه الظروف إلى وجهتهم . وشرحت الخطوط السعودية أنه بمقارنة الوضع بالمطارات خلال الزيارات التي قام بها كبار التنفيذيين من بدء أزمة الرحلات، ظهر مطار الرياض هذا اليوم برحلات شبه منتظمة إلا من بعض التأخير لجزء منها نتيجة إعادة الجدولة وذلك في صالة الرحلات الدولية، كذلك كانت الأمور جيدة في صالة الرحلات الداخلية باستثناء إلغاء الرحلات للقيصومة وتبوك والمنطقة الجنوبية, بينما الأوضاع متقاربة في بقية المطارات حسب التقارير المتبادلة. وأكدت أن العمل قائم على قدم وساق من خلال غرفة الطوارئ الرئيسة ومكاتب الطوارئ الفرعية في المحطات الداخلية والدولية إلى أن تعود الرحلات لجدولها الطبيعي خلال الساعات القادمة رغم حجم التحديات اللوجستية وسوء الأحوال الجوية في بعض المناطق. وبينت أن كفاءات سعودية من مختلف الدرجات الوظيفية لم يغادروا مواقع العمل طيلة الأيام الثلاثة الماضية من أجل خدمة المسافرين الكرام خلال هذه الظروف الطارئة، ودراسة وتحليل هذه التجربة واستخلاص نتائجها ووضع البرامج والآليات التي تساعد في التعامل بشكل أفضل مع مثل هذه الظروف مستقبلاً.