هل جاء الشعر بثقل جماله وعمقه ومجهول أغواره وسبله ضيفا في حضرة الشاعر محمد العلي، أم أن الشاعر أتى يتغنج من عيون الشعراء ويقدحُ برؤاه من ماء الدهشة اللا مرئي، وهو القائل «لا ماء في الماء». حضورٌ غفير جمعه الحرفُ واللون، وامتداد مشهد الصورِ متتابعة ما بين السينما وفسحة المسرح. حضورٌ أثث بيت الشعر الأول بما ألهمه البيتُ واتسع له. وفي المعجم الوسيط عن مفردة المِهرجان، إنها كلمة فارسية مركبة من كلمتين: الأّولى: مِهْر، ومن معانيها الشمس، والثانية: جان، ومن معانيها الحياة والروح. ومهرجان بيت الشعر الأول – دورة محمد العلي: شمسٌ شقّت عتمة القلوب لتضفي على نباتات الروح حياةً ومعنى. تكريم الشاعر هو تكريم الشعر كمجمل، وتكريم للمجتمع الذي ينتمي إليه، وهو تكريمٌ لامتداد الأدب والفكر الإنساني، وتقدير ما ينسجُ الشعرُ من مخيّلةٍ للأجيال المقبلة، ولا ننسى أنّه تكريم ٌ للأجيال أيضاً. 4 ليال لم تكن كافية، ربّما لإشباع نهم الشغوفين بالجمال، غير أنّها كانت أكثر من كافية لجمع مختلف ِالعناصر الأدبيّة والفنيّة في مكان واحد. جهد ٌرائع قام به كل من الشعراء: أحمد الملا وزكي الصدير وعبدالوهاب العريض، إضافة لجميع الداعمين والمشاركين، ومن يختبئون خلف الكواليس في جمعية الثقافة والفنون بالدمام. مهرجان بيت الشعر الثاني: سأشتاق إليك حتى تأتي.