استيقظت محافظة حفر الباطن، صباح أمس، وهي تنفض غبار أشد عاصفة رملية تشهدها المحافظة طوال تاريخها بحسب ما ذكره ل «الشرق» متخصصون وباحثون في البيئة الصحراوية وطقس المحافظة. ومع بزوغ ساعات الصباح الأولى انطلقت حملات تنظيف المنازل والمساجد من مواطنين بعد استعانتهم بأكثر من 4000 عامل نظافة ممن يعرضون خدماتهم على طرقات المحافظة وشوارعها الداخلية مقابل مبالغ بسيطة. وأعلنت الشؤون الصحية أن إجمالي الحالات المرضية التي راجعت المرافق الصحية منذ بداية العاصفة وحتى صباح اليوم التالي أكثر من 3363 حالة كرقم قياسي مقارنة بالظروف المناخية السابقة التي مرت في المحافظة. وكانت محافظة حفر الباطن والقرى والمراكز التابعة لها تعرضت عند الساعة الثالثة من عصر أمس الأول، وحتى التاسعة مساءً، إلى عاصفة رملية شديدة حولت نهار المحافظة إلى ظلام دامس توقفت معها الحركة بشكل كامل سواء داخل المدينة أو على طرق المحافظة الرئيسة. وذكر المهتم بشؤون البيئة محمد العنزي، أن المحافظة والمناطق المجاورة لها شهدت أشد العواصف الرملية التي لم تمر على تاريخ المنطقة من قبل وذلك من خلال حجم الغبار المتطاير واستمرارها لأكثر من 6 ساعات، وأضاف «هي موجة رملية جافة حولت المدينة إلى سطح ترابي على المواد الجامدة واقتحمت المنازل بشكل غير مسبوق». وعلى جانب آخر، انتعشت في صبيحة اليوم التالي مغاسل السيارات حيث توقفت أعداد كبيرة بمعدل 12 سيارة عند كل مغسلة بحسب ما ذكره إسلام محمد «عامل مغسلة»، مؤكدا أن العاصفة أجبرتهم على الخروج مبكرا في هذا الصباح متوقعين الإقبال الكبير، مشددا على أنه لم ير منذ قدومه لحفر الباطن عاصفة ترابية بهذا الحجم، وعن الأسعار، قال: «لم نرفع السعر ولكن المواطن السعودي عندما يرى حجم التعب يمنحنا مبلغا أكبر».