اجتاحت عاصفة ترابية حمراء محافظة حفر الباطن وقراها وهجرها، فجر أمس، ما أدى إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، واستمرت حتى قرابة ال11 صباحاً، قبل أن يأخذ الجو في التحسن تدريجياً، وبنسبة قليلة. وأوضح مصدر في الرئاسة العامة للأرصاد في المنطقة الشرقية، أن «هبوب الرياح الشمالية الغربية القوية، التي بلغت سرعتها 50 كيلومتراً في الساعة، أدى إلى هبوب عاصفة ترابية وانعدام الرؤية الأفقية إلى نحو 40 متراً داخل المدينة، وإلى 10 أمتار في طرق السفر الخارجية»، متوقعاً «اعتدال الجو خلال اليومين المقبلين». وسجلت مدارس البنين والبنات أمس، غياباً كبيراً، بلغ مئة في المئة في بعضها. وفضل أولياء الأمور بقاء أبنائهم في المنازل، نتيجة انعدام الرؤية على الطرق الداخلية، وكثافة الأتربة التي تنقلها العاصفة، فيما وجد المعلمون في مدارسهم. وقال الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم (بنات) فهد الهويدي: «إن الإدارة، ممثلة في مديرها، أصدر تعميماً عاجلاً بتعطيل مدارس البنات، وإعفاء الطالبات والمعلمات من الحضور، بسبب سوء الأحوال الجوية، ما يتعذر معها الحضور، ووجود خطر في الخروج في هذه الظروف المناخية». فيما أوضح الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم (بنين) في حفر الباطن زبن الشمري، أن «الحضور كان متدنياً جداً»، مضيفاً أن الإدارة «لم تصدر تعميماً لمدارس المحافظة»، مستدركاً «لدى إدارات المدارس تعميم وزاري في الحالات التي يُسمح بوقف الدراسة فيها، وحال اليوم مما يستوجب الغياب». بدوره، ذكر الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن فيصل الشمري، أن «قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الملك خالد العام، استقبل أكثر من 30 حالة من السابعة صباحاً وحتى العاشرة، من مرضى الربو، وغالبيتهم من الأطفال. وتم تقديم الأوكسجين والإسعافات الأولية لهم، بمساعدتهم على تجاوز نوبات الربو الحادة». وناشد أولياء الأمور بضرورة «مراقبة أطفالهم أثناء هبوب العواصف الترابية، وتجنيبهم التعرض لاستنشاق الغبار، ما يزيد من معاناتهم، ويرفع من حالات الربو لديهم». كما دعت كل من إدارتي المرور وأمن الطرق في محافظة حفر الباطن، سائقي السيارات، وبخاصة على طرق السفر التي تمر في المحافظة، ب «توخي الحذر، وترك مسافة كافية بين السيارات، لتجنب وقوع الحوادث المرورية، نتيجة انعدام الرؤية الأفقية، والبعد عن الطرق الترابية، التي من شأنها إثارة الأتربة». وشهد طريق حفر الباطن – الرياض، وقوع حادثتين مروريتين، نتج عنهما خسائر مالية، وباشرتهما دوريات أمن الطرق. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد، حذرت من تقلبات الجو خلال ال24 ساعة المقبلة. وذكر موقعها الإلكتروني، أن «الرؤية غير جيدة، بسبب الأتربة والعوالق الترابية الشديدة، وبخاصة خلال ساعات النهار، في مناطق وسط وشرق المملكة، يصحب ذلك انخفاض في درجات الحرارة، يكون ملموساً أثناء الليل، إذ تبدأ الرؤية في التحسن على مناطق وسط المملكة». واعتبر كبار في السن هذه العاصفة الترابية هي «الأشد» خلال سنوات عدة. وقال خالد السهلي: «لم يمر على حفر الباطن مثل هذه العاصفة بلونها وشدتها غير عاصفة ترابية في العام 1426ه، لكن هذه أسوأ بكثير منها، خصوصاً أن الأجواء كانت إلى الخامسة فجراً عادية، غير أن الغبار أتى فجأة، وكان مخيفاً جداً».