وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أخاه الملك فهد بن عبدالعزيز بأنه «أبوه الثاني» ولدى رعايته لمعرض «الفهد.. روح القيادة» مساء أمس قال «يشرفني في هذه الليلة أن أكون بينكم لنحتفي بوالدي الثاني فهد بن عبدالعزيز. وقال الملك سلمان «لقد تربيت من صغري تحت ظله ورعايته، وأشكر أبناء الملك فهد الذين عملوا هذا الحفل وأقول: إنني أعتز وأفتخر أن أكون أخًا للفهد وأن أحضر بينكم هذه الليلة وأشكر أبناء الملك فهد على هذا المجهود، وشكرا». كما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا في كلمة أبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله : «إن لكل وطن ضميرا لكي تكون ضمير وطن عليك أن تعرف رموز وتاريخ الوطن وتتعلم بهما، وإن تاريخ الوطن هو دعوة إصلاحية مباركة قادها الذين حولوا الفكر إلى دولة وما زلنا ولله الحمد نتمتع بالإيمان والقوة، قال تعالى: «وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا». وأشار الأمير محمد إلى روح القيادة تتوارثها أجيالنا منذ أكثر من 580 عاما ببطن هذا الوادي وادي حنيفة نتعلم فنون القيادة إن روح القيادة بالأمس القريب هو الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله الذي جعل تلك الروح القيادية تسري توحيدا ووحدة في دماء كل السعوديين وقد سار على نهجه أبناؤه من بعده الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعا. وقال الأمير محمد موجهاً كلامه للملك سلمان بن عبدالعزيز «يعلم الجميع والقاصي والداني أننا ننظر إليكم دائما على أنكم ضمير الوطن ويعلم الجميع علم اليقين مسيرتكم السياسية والاجتماعية والخيرية وقد درج الملوك جميعهم على توكيلكم بالمهام الجسام ورأوا فيكم العقل والتاريخ والمستقبل فكنتم وما زلتم القوي الأمين كذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمهما الله كانوا كذلك. وأردف قائلا «سيدي الوالد لن ننسى محبتك ووفاءك لوالدنا المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لن ننسى رعايتك اليوم لندوته وفعالياته ونثمن نحن أبناء وبنات وأحفاد الفهد تشريفكم لنا اليوم وافتتاح معرضه وفعالياته». وأضاف «لقد ورثنا من والدنا الملك فهد بن عبدالعزيز أيادي الخير وامتدت إلى أرجاء المعمورة بأعمال بر ونشر دعوة وبناء مساجد ومراكز إسلامية وخدمة المسلمين والدفاع عن حقوقهم والوقوف مع العلماء، ونحن جميعا بإذن الله سائرون على هذا المنهج القويم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وقال: إن الملك فهد – رحمه الله – حاضر اليوم بمنجزاته وسيكون حاضرا بمؤسسته «مؤسسة الملك فهد الخيرية « التي يفخر ويقدر أبناء وبنات وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز رئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لها سائلا مقامكم الكريم الإذن بإطلاقها». وفي ختام كلمته رفع الأمير محمد بن فهد شكره لخادم الحرمين الشريفين على الرعاية الكريمة وأصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء الملك فهد رحمه الله سعود وسلطان خالد وعبدالعزيز ودارة الملك عبدالعزيز وكل من أسهم في هذا الإنجاز المبارك متطلعا أن تعمم هذه الفعاليات على المملكة. هذا وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين معرض الندوة العلمية عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله -، وتجول فيه، واستمع لشرح من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض، حيث يحتوي المعرض التفاعلي الذي يستعرض سيرة الفهد منذ ولادته وحتى وفاته، مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، وأفلاما وثائقية و1000 صورة، بعضها تنشر للمرة الأولى. بعدها دشن خادم الحرمين الشريفين موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله -؛ التي أصدرتها دارة الملك عبدالعزيز بهذه المناسبة في 10 مجلدات يزيد عدد صفحاتها عن 5700 صفحة، توثق حياة الملك فهد (1340 1426ه -1920 2005م)، وسيرته العطرة وإنجازاته قبل وبعد توليه الحكم، كما تشمل خطبه وكلماته وحواراته الصحفية وأحاديثه الإعلامية، وشهادات تاريخية لمن عاصروه أو عملوا معه أو قابلوه من الوزراء السعوديين والمفكرين والساسة الدوليين والإعلاميين، إلى جانب ببلوجرافيا للكتب المطبوعة عنه باللغات المختلفة في عهده، ومعجماً لمواضيع الموسوعة، وصوراً مختارة من مراحل حياته تعكس مراحل إدارته شؤون البلاد. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية عبارة عن لوحة تشكيلية من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وفي الحفل الخطابي ألقى المستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين والحضور، وقال: وفاؤكم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظكم الله – للتاريخ الوطني ولإخوانكم الملوك – رحمهم الله – يتواصل هذا المساء في هذه الندوة الملكية الرابعة عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – التي تلت الندوات الملكية الثلاث عن الملك سعود والملك فيصل والملك خالد – رحمهم الله – التي تعكس مدى الحرص على توثيق الإنجاز وحفظ التاريخ والاستفادة منه وتذكير الأجيال بمفرداته وأحداثه. وأردف قائلا: بالأمس القريب رعيتم الاحتفاء بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة التي هي فكرتكم ورؤيتكم وفاءً منكم للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله – ولرجالاته في أنحاء الوطن ولإخوانكم الملوك الذين واصلوا مسيرة البناء والتنمية؛ فقد ضخت تلك المناسبة التي كنتم حفظكم الله الداعي والراعي والموجّه لها الحيوية والنشاط والفاعلية في شرايين تاريخ الوطن. وقال: «لقد أسستم – حفظكم الله – مرحلة جديدة ردت الاعتبار للتاريخ الوطني وللذاكرة الوطنية وهذا دليل على وعيكم وحرصكم ووفائكم، وامتدت عنايتكم لتشمل دارة الملك عبدالعزيز التي أعدتم لها الحيوية ورفعتم من شأنها وغيرتم من حالها لتكون مرجعاً موثوقاً في تاريخ البلاد. وأضاف: ها هي اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة يتم العمل على صياغتها برؤية واعية ودقيقة ومخلصة وتطلعات تسابق التجارب الدولية لتتجاوزها بإذن الله في المهنية والتأثير وذلك من خلال لجنة تنفيذية وجهتم – حفظكم الله – ببدء العمل فيها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين وفقه الله لترفع إلى أنظاركم الكريمة الرؤى والمسارات الجديدة للتوجيه حيالها. وأشار إلى أن التاريخ – كما تعلمنا جميعا منكم سيدي – هو مفتاح مهم للعبور نحو المستقبل ففيه العبر والدروس وفيه الأصول والأحداث وفيه إجابات على أسئلة الحاضر وفيه معرفة الحلول لأزمات اليوم كي نتفاداها مستقبلاً، بل وفيه معين مهم من الخبرات والتجارب التي تساند الرأي والقرار. وقال السماري: اليوم ونحن نقلب صفحات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله – فنحن نفتح صفحات جديدة في الذاكرة الوطنية والوعي بشخصية رجل سطّر له التاريخ إنجازات واسعة في كل جانب. وأضاف: كنتم سيدي عونا لأخيكم الفهد فأفاد من حكمتكم وشخصيتكم ورؤيتكم، وكنتم سندًا له – رحمه الله – في أسلوبه الرائد في مواجهة الأمور بكل تعقل ودراية. بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً وثائقياً عن تاريخ الملك فهد – رحمه الله – وإنجازاته الخالدة. ثم تسلم – حفظه الله – هدية تذكارية من أبناء الملك فهد – رحمه الله – قدمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وهي عبارة عن مجموعة من الصور التاريخية للملك فهد مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.