كشفت وفضحت الحالة اليمنية التي بادرت المملكة العربية السعودية ودول الخليج لحلها وفق المبادرة الخليجية بأن أتباع إيران في المنطقة ليس لديهم مشروع تنموي للبناء بل أبرز أن لديهم أجندة خارجية تقوم على الهدم والتخريب ونهب المقدرات، وقد فضحتهم الحكمة التي يتمتع بها اليمنيون. إن ما دعا السعودية ودول الخليج لتحمل مسؤولية نزع فتيل الفوضى هو التدخل الغاشم والمشين لإيران في الشأن اليمني من خلال دعم ومساندة أتباعهم الحوثيين الذين لا يعرفون إلا إيران أبا روحيا ومرجعيا لهم، فاجتاحوا البلاد اليمنية بالظلم والضلال والشعارات الواهية بين البسطاء من اليمنيين، وبمجرد قطع الحبال الممتدة لهم في اليمن وعمليات الدعم القادمة من طهران سقطت قوى الشر والضلال، وبدأ اليمن يستعيد استقلاله وأمنه المنهوب لمصلحة الأقلية الميليشية والهمجية الحوثية التي سيطرت على مقدرات الدولة في ليلة وضحاها وعاثت في الأرض فسادا ونهبا. إن النجاح السياسي الذي حقتته المملكة وحشد المجتمع الدولي تؤكد أن السياسة السعودية المتزنة ثابتة ورصينة وحكيمة وتمثل ثقلا دوليا وعربيا، كما كان للوسطية الدينية والعقائدية التي التفت حول الرؤية السعودية في مواجهة الظلم والعدوان الذي تعدى على الشرعية وكافة مقدرات الدولة اليمنية بهدف بسط الطائفية المقيتة التي تقودها إيران في المنطقة لتنفيذ مشروع سياسي تمددي يطعن الأمة الإسلامية ويبدد جهودها. جاءت عاصفة الحزم ليرى ويشاهد العالم في الداخل والخارج أن الاقتصاد السعودي محمي بعد الله سبحانه وتعالى بقوة عسكرية وطنية تحمي الوطن وامتداد أمنه في أي موقع وقرار سياسي كفء وحازم يمنح الاقتصاد السعودي آفاقا ومستقبلا أوسع، ونموا مستمرا يؤكد للجميع داخليا وخارجيا أن البيئة الاستثمارية في السعودية هي الأكثر أمنا واستقرارا وعائدا على الاستثمار. وأن الأهمية السياسية المتنامية والمتصاعدة للمملكة العربية السعودية تفتح أمام القطاع الخاص في السعودية فرصا وآفاقا أوسع تدفع بها بقوة نحو الفضاء الإقليمي والعالمي المناسب لمكانتها الدولية. وتؤكد عاصفة الحزم أن السعودية أخذت خيارا استراتيجيا رسميا وشعبيا بأن الحزم والعزم يقودها لحماية مصالحها وجيرانها، وأن الترف والملذات والارتخاء لا مكان لها بيننا في المجتمع السعودي الذي سيستمر بإذن الله في مسيرة البناء والتنمية من خلال حالة الاستقرار والأمن التي تتمتع بها مختلف ربوع المملكة.