سدَّد الله، ووفق خادم الحرمين الملك سلمان، وحكومته، ورجاله الأبطال على الحدود الجنوبية لنصرة المظلوم، وحفظ السلام، والأمان للشعب اليمني الشقيق، ولإرسال رسائل واضحة صريحة عن أن أمان، واستقرار المملكة، والمنطقة برمتها خط أحمر، لن يتردد أبو فهد، ورجاله الأوفياء في كل قطاع، ومكان في أرجاء المملكة الحبيبة عن الوقوف في وجه مَنْ يهدده، وبذل الغالي، والنفيس في سبيل حفظه. في ليلة مشهودة أرسلت المملكة، وبكل وضوح، رسالة واضحة إلى العالم أجمع أنها ذات سيادة عليا، وقدرة استراتيجية، واقتصادية، بل وعسكرية، على أن تقول كلمتها للجميع بصرامة، ودقة، وإتقان حينما يتعلق الأمر بالقيم العليا، وأهمها أمنها، واستقرار أراضيها، وسيادتها الوطنية. لا شك أن كل العالم رأى بأم عينه قوة، واحترافية، ونجاعة العملية بكل تفاصيلها، تخطيطاً، وتنفيذاً، ومتابعة. على الجانب الموازي، تشكِّل متابعة المعلومة، وصحتها إشكالية كبيرة في ظل وجود شبكات التواصل، والعدد الهائل من القنوات الإعلامية مختلفة الأجندات، والأهداف في مثل هذا الظرف من حيث ترويج أكاذيب، أو نشر شائعات مختلفة الأهداف، أو حتى تداول بعض المعلومات الصحيحة، التي قد تعود بالنفع على أطراف «غير صديقة». في مثل هذا الظرف تبرز أهمية الوعي الإعلامي لممارسي المهنة، واستشعار المسؤولية، وأمانة الكلمة، وآلية استقائها من مصادرها قبل النشر للمتلقي. ما أحزنني حقيقة قبل أيام هو التداول الكبير جداً، وعلى مستوى إعلاميين مرموقي المناصب، وواسعي الخبرة، لخبر تضمن تصريحاً مكذوباً على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، يدور حول الحوار، وبعض آلياته. وزارة الخارجية سارعت في نفي ذلك التصريح في اليوم التالي، إلا أن مجرد أن يسارع نخبة من كبار الإعلاميين المتمرسين في تداول خبر غير معروف المصدر، وفي مثل هذا الموضوع، والظرف، هو بلا شك «سقطة» كبيرة، وكبيرة جداً.