بارك أئمة وخطباء الجمعة في مختلف أرجاء المملكة «عاصفة الحزم» التي انطلقت بقيادة المملكة العربية السعودية، وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من الدول العربية والإسلامية لنجدة الشعب اليمني وقيادته الشرعية، بعد رفض مليشيات الحوثي لغة الحوار وعدم استجابتها لنداء دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي في الجلوس على طاولة الحوار. ووصفوا في خطبهم أمس، القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ببدء هذه العملية المباركة بأنه قرار حكيم وجاء في وقته؛ ليحمي شعب اليمن من خطر تلك المليشيات الحوثية التي عاثت في أرض اليمن فساداً، وقتلاً، وتدميراً، ولرد الفتنة والشر عن بلاد المسلمين، وحفظاً للحقوق ونصرة للمستضعفين، مستشهدين في هذا الشأن بالبيان الصادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الذي أكد أن «عاصفة الحزم» قرار موفق تؤيده المصالح العليا لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي. واستعرض الخطباء في سياق خطبهم ما صنعته مليشيات الحوثيين في السنوات والأشهر الماضية في اليمن من أعمال إرهابية تمثلت في سفك الدماء البريئة، وإتلاف الأموال وتدمير المساجد، وحلق تحفيظ القرآن الكريم، والمعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الأئمة والخطباء والدعاة وأهل الرأي، والنهب والسلب والتدمير، وتفريق أهل اليمن، فضلاً عن تصريحاتهم المتكررة بتهديد أمن الخليج ومقدسات المسلمين، وتطاولهم الدائم على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته -رضي الله عنهم أجمعين-. وأجمع الخطباء على خطورة تلك المليشيات على استقرار دول الجزيرة العربية، مؤكدين أن إضعاف شوكتهم، وضرب معاقلهم العسكرية هو حماية لبلادنا من تهديداتهم، وكف شرهم عن أبناء اليمن الشقيق، وما أصابهم من البغي والعدوان، ولما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- من حق المسلم على أخيه المسلم، وحق الجار على جاره. وطالبوا عموم المسلمين بالاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق، وسعوا من خلال خطبهم إلى تبصير الناس وإرشادهم بما يجب عليهم في مثل هذه الأحوال والمواقف من لزوم السمع والطاعة، والسكينة وتقوية اللحمة، وعدم ترويج الشائعات؛ لأن في ذلك حماية للوطن الذي يواجه بغي الحوثيين ومَن وراءهم، مؤصلين بآيات من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وبالعلم الشرعي الذي يبين فساد منهج مليشيات الحوثي ومن يدعمهم، مجمعين على ضرورة الوقوف مع أهلِنا في اليمنِ ونُصرتِهم، والوقوف مع ولاتنا وجيشنا، وجيوشنا المسلمة بالدعاءِ والنصرِ والتأييدِ، والتعاونِ على الخير والاعتصام بحبل الله وعدمِ التفرق، ولُزومِ الجماعةِ. وسأل خطباء الجمعة -في نهاية خطبهم- الله -عز وجل- أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، وسائر بلاد المسلمين من كيد الكائدين، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي لما فيه الخير والسداد للأمتين العربية والإسلامية، وأن يحفظ أمننا، ورجال قواتنا العسكرية، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار. وكان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وجه الخطباء بتناول أحداث اليمن في خطبهم ليوم الجمعة.