تسكنهُن لوثة الجمال، فيسارعن في التجمل وهن جميلات خِلقة، مزهوات بفتنة طاغية وَهَبهُن الله، أنوثة تجعل الصخر يتفجر ينبوعاً من ماء عذب، لديهن سحر المنظر، وعطر الكلام، وعبير الدلال، فاتنات رشيقات فراشات وزهور وعصافير جنان، أسماؤهن مثيرة تسحر أفئدة الرجال ذوي الألباب الراجحة، بعضهن جمالهن طبيعي فائق الوصف بلا مساحيق وألوان، وبعضهن جمالهن فاخر، وتبقى المرأة جميلة بكل صورها، وكل النساء وجوههن جميلة، والتفكر في إبداع الله في هذا الجنس اللطيف يجعلك في حِيرة. فهو كالعالم الفسيح لن تبلغ مداه مهما حزت من علوم الأنثى، لغة العيون محيطات وأهوال وعواصف وجنات نعيم، أما من ناحية القلوب والدموع والآهات والتعبيرات عن المشاعر فهي معادلات صعبة وملاحم من عشق وقصائد من غزل، كما يقال: شيئان لا تصدقهما أبداً: دموع النساء وقلوب الرجال، بالمقابل، شيئان لا تكذبهما أبداً: قلوب النساء ودموع الرجال، هي معادلة قد تكون صحيحة وقد تكون مجرد معادلة فقط، والأرجح صحتها خاصة في قلوب النساء فلا تكذب أبداً، ودموعهن سلاح الضعيفة وحيلة من لا حول لها ولا قوة، وهنا يأتي الغزل الجميل الذي يفتقُده كثيرون في تعاملاتهم الخاصة مع زوجاتهم وحبيباتهم، كأن يقول لها: ناوليني الملح، فتقول: هل أرشُّ لكَ؟ فيقول: لا، أنا أرشُّ بنفسي، فبأصابعكِ سيصبح الملح سُكراً، تصوروا، كيف سيكون شعور الزوجة والخطيبة والحبيبة من كلام راق كهذا، سيجعلها سعيدة، فراشة محلقة في ملكوت الفرح منتشية في يومها ذلك، وقد قيل: أن الحب هو الطريقة المثلى لاسترقاق الآخرين دون الإساءة لآدميتهم! وأبواب إدخال السعادة والبهجة على الأنثى الزوجة أو غيرها كثيرة مثل أن تقول الزوجة لزوجها: تزوج من أخرى فمن حقك أن يكون لكَ ولد، فيرد عليها قائلاً: كل طفل لستِ أمه لا حاجة لي في إنجابه، هنالك طارت الزوجة الوفية من شدة العبارة وجمالية الموقف، وحالات عدم الإنجاب كثيرة، لكن انكسار النفس يكون شديداً ومؤلماً على الزوجة، وكثير من الرجال يكون قلبه مثل موقف السيارات يقف فيه الجميع ولا يملكه أحد. بعكس المرأة فقلبها كالرصاصة وجدت لتستعمل مرة واحدة، أو مثل منديل كيلنكس يستعمل مرة واحدة، يجب على كل رجل أن يجعل المرأة كالوردة النادرة في مزهرية من ذهب؛ حُبه لها كالماء لبقائها على قيد الحياة، وتعامله الراقي معها كالشمس لبهجتها وزينتها، وإخلاصه لها كالهواء تتنفسه، وحنانه وكلامه الناعم العذب سياج يحمي الوردة التي تحط عليها فراشات السعادة والحب الملونة، عليك أن تقول لها يا عبدالله: كلهم حولي.. ولكني دونكِ وحدي! قل لها دوماُ: أفتقدكِ، أحبكِ، أحتاج لكِ، قل لها ولا تخجل ولا يصيبك عمى الجلافة فتخسرها، حينها ستكسب قلباً وزوجة وامرأة وأنثى.. وهنيئاً لمن حاز كل ذلك في معشوقته وشريكة عمره، من حق المرأة أن تعيش كما خلقها الله بفطرتها وأنوثتها وقرارها وحياتها لا كما يريد البعض أن تكون دمية يصنعونها ويفصلون لها أثواباً ذات ألوان قاتمة على مزاجهم.