تأخذنا الحياة بعيداً عن الواقع ونغوص في أعماق الخيال وقد ننسج منه أحلاماً وردية أو ربما لا حدود لها يعجز العقل عن استيعابها وتصديقها؛ فنعيش الشخصية ونتقمص الأدوار وننفصل عن الحياة الواقعية، وفي ذلك تنفيس للروح المتعبة واستراحة من جدية الحياة المعقدة، أو في ذلك تحقيق لأحلام لم تطل على أرض الواقع، نجد رسمها في الخيال فقط، والعيش فيها ألذ روحياً، واقتناص لفرص ضاعت في زحمة الحياة لاسبيل للحصول عليها سوى بخيال فسيح لا تُكبح أمواجه ولاتصطدم بصخور الدنيا. ويأتي في تعريف الموسوعة العالمية الحرة ويكيبيديا للخيال بأنه «كل شيء لا يقر به عقل الإنسان في الرؤية التي لا تكون في تصور عقله من عمق معرفته لشيء الذي لا معالم له». وكما يقول العالم الألماني الشهير إينشتاين إن «الخيال أهم من المعرفة». ومع كل هذه التعريفات نجد أن في هذا الخيال تنفيساً للمشاعر والأحاسيس المكبوتة التي تبقى رهينة الأفكار لما نحب ونكره، وهناك من الأسباب الخفية التي لو تكشفت لانقشع الغطاء عنها ولكنها تبقى خيالات، مخزنة في العقل الباطن متى ما استدعت الحاجة لها تسري الروح إليها بكل صدق وتجسيد نابض لا يجرؤ كائنا من كان على الولوج في خيال الآخر وترجمانه، فلكل خيال عالم ولغة وكل في فلكه يدور.