كشفت عضو مجلس الشورى الدكتورة منى بنت عبدالله آل مشيط عضو الشؤون الصحية أستاذ طب النساء والتوليد المشارك، عن تقديمها مقترحا تقوم اللجنة الصحية في مجلس الشورى بدراسته تمهيدا لطرحه للتصويت، ويتناول هذا المقترح صحة المرأة واستحداث أنظمة وإجراءات تضمن تقديم الخدمات الصحية لها وفق المراحل العمرية التي تمر بها، وعدم اقتصار ذلك على مرحلة الأمومة والإنجاب فقط، وكذلك التوسع في الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للأمراض غير السارية والمتزايدة بين النساء خاصة خلال سنوات ما بعد الإنجاب، بالإضافة إلى الإسهام في إرساء قواعد ومقاييس عالية المستوى لمتابعة الخدمات الصحية للنساء في مراحلهن العمرية المختلفة. وكشفت آل مشيط خلال حديثها ل«الشرق» أن حوالي تسعة أنواع من أمراض السرطان تعتبر الأكثر انتشارا بين النساء في السعودية، يأتي في مقدمتها سرطان الثدي بنسبة (28.6%) وقالت بأن السبب وراء ذلك يعود إلى عدم وجود برامج مسحية وقائية في المملكة. المقترح الذي ستتم مناقشته غدا يتضمن تعديل النظام الصحي بإضافة فقرة رقم (10) التي تعنى ببرامج صحة المرأة إلى المادة الرابعة وإضافة فقرة رقم (14) التي تعنى بوضع السياسة الوطنية لصحة المرأة إلى المادة الخامسة، والمقدم بموجب المادة (23) من نظام المجلس، ولهذا التعديل عديد من الأهداف التي أتمنى الوصول إليها وهي ضمان تقديم الرعاية الصحية الشمولية في مختلف جوانب صحة المرأة، التي لا تقتصر على سنوات الإنجاب. وكذلك التوسع في الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للأمراض غير السارية والمتزايدة بين النساء خاصة خلال سنوات ما بعد الإنجاب، والإسهام في إرساء قواعد ومقاييس عالية المستوى لمتابعة الخدمات الصحية للنساء في مراحلهن العمرية المختلفة، وهناك أمر آخر وهو المساهمة في التقليل من التكاليف العلاجية العالية للأمراض المسببة لوفيات النساء كسرطانات الرحم والثدي وأمراض القلب عن طريق برامج صحة المرأة الوقائية والتشخيصية والعلاجية المبكرة وكذلك تحسين الأنماط الصحية للنساء، وخاصة المسنات، مما ينعكس إيجاباً على حياتهن الاجتماعية والعائلية. الآن الموضوع مقترح في مجلس الشورى من خلال اللجنة الصحية، لمناقشة مدى ملاءمة إضافة فقرة للنظام الصحي وهي (صحة المرأة)، ويعتمد بعد ذلك على التصويت إذا كان إيجابيا سوف يتم دراسة هذا المقترح وأخذ رأي عدة جهات صحية واجتماعية لأخذ الرأي والمشورة ووضع السياسة الوطنية لصحة المرأة بعد اعتماد صحة المرأة في النظام الصحي، والرسالة بكل اختصار هي أن المرأة الأم للمستقبل والحاضر وتستحق أن نهتم بها كي تنجب الأبناء وتربيهم وهي تتمتع بكامل الصحة والعافية، فهي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ولهذا السبب تستحق الاهتمام والرعاية، وفي السنّة النبوية ما يدل على مكانة المرأة في الإسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم مَن؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه . المسوغ هو إضافة فقرة تتعلق بصحة المرأة وأخرى تعنى بوضع السياسة الوطنية لصحة المرأة للنظام الصحي وذلك من خلال عدة أمور وهي: الملاحظ أن الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية المقدمة للنساء تركز بشكل مباشر على خدمات رعاية الأمومة والطفولة، ولا تراعي الاحتياجات الصحية المختلفة لكل مرحلة من مراحل عمر المرأة الرئيسة الثلاث، أي من البلوغ إلى سن (18) عاماً، ومن (19) إلى (45) عاماً والمرحلة التي تلي بلوغ الخامسة والأربعين، وكذلك تأثر النساء بالأمراض غير السارية المزمنة بسبب زيادة عددهن في المراحل العمرية المتقدمة إلى جانب عدم وجود برامج وقائية وعلاجية مخصصة لصحة النساء المسنات اللاتي غالباً ما يكنّ عرضة لكثير من المشكلات الصحية بعد مرور سنوات الإنجاب، وكذلك تزايد الوفيات الناتجة عن سرطانات الثدي وعنق الرحم والمبايض وأمراض القلب وبقية الأمراض المزمنة بسبب تأخر التشخيص، إلى جانب التكلفة العالية لبرامج صحة المرأة، وخاصة المسنات، المقدمة من القطاع الصحي الخاص التي تكلف المرأة أو من يعيلها مبالغ باهظة. حقيقة وضعتُ نصب عيني عددا من النتائج التي أرجو من الله أن تتحقق وهي: تعزيز الصحة العامة والثقافة الصحية لدى الأسرة، وأن تكون لدينا حياة صحية نوعية ومتطورة أفضل للنساء، ورعاية صحية متكاملة تشمل مراحل عمر المرأة الثلاث الرئيسة من البلوغ لسن (18) عاماً، ومن (19) إلى (45) عاماً، وأكبر من (45) عاماً وتوفير الخدمات المتخصصة للعناية بصحة المرأة وتطوير أسلوب حياتها وإيجاد برامج تثقيف ومسح للأمراض السارية في مراحل العمر المختلفة للمرأة وللحالات ذات الخطورة العالية وعلاجها في المراحل المبكرة وكذلك إنشاء عيادات صحة المرأة ودعمها بكوادر متخصصة. الخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة ومن القطاعات الصحية الأخرى متقدمة لعلاج الأمراض في التخصصات الطبية المختلفة، ولكن العناية الأولية والعناية بصحة المرأة في غير مرحلة الحمل والولادة ضعيفة حيث تركز الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية المقدمة للنساء على خدمات رعاية الأمومة والطفولة، ولا تراعي الاحتياجات الصحية المختلفة لكل مرحلة من مراحل عمر المرأة الرئيسة الثلاث: من البلوغ إلى سن (18) عاماً، ومن (19) إلى (45) عاماً، وأكبر من (45) عاماً. تزايد الوفيات الناتجة عن سرطانات الثدي وعنق الرحم والمبايض وأمراض القلب وبقية الأمراض المزمنة بسبب تأخر التشخيص؛ لعدم وجود برامج مسحية وقائية في مناطق المملكة المختلفة، ووفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة فإن حالات السرطانات الأكثر انتشارا في المملكة عند الإناث جاءت على النحو التالي: سرطان الثدي (28.6%)، سرطان الغدد الدرقية (12.6%)، سرطان القولون والمستقيم (5.9%)، سرطان الرحم (5.3%)، تجويف الفم (4.4%)، الورم الليمفاوي غير هودجكن (3.4%)، المبيض (3.2%)، المخ والجهاز العصبي المركزي (3.2%)، وعنق الرحم (2.3%) والمشكلات المشتركة بين المتزوجة وغير المتزوجة هي مشكلات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات ونمو الشعر في الوجه وتكيُّس المبايض وبعض الأورام الحميدة والأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وحبِّ الشباب وأمراض العيون والأنيميا. الحد من المخاطر على المرأة الحامل وجنينها يتم بعون الله وتوفيقه عن طريق متابعة الحمل منذ الشهور الأولى في عيادة الحوامل، وكذلك من قبل أن يتم الحمل حيث يتم إجراء الفحص المبكر عن أي أمراض مزمنة خصوصا الأنيميا، ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم اضطراب المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء وأمراض القلب والجلطات والاكتئاب، ووصف العلاج المناسب قبل الحمل.