توقف هجوم القوات العراقية لاستعادة مدينة تكريت فيما يبدو أمس بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية والميليشيات الموالية لها في مسقط رأس صدام حسين في أكبر عملية من نوعها ضد متشددي داعش. وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل التعزيزات إلى تكريت التي لا يزال تنظيم داعش يسيطر على نصفها تقريبا. وحوّل المتشددون الذين يستخدمون أساليب حرب العصابات المدينة إلى متاهة من القنابل محلية الصنع والمباني الملغومة كما يستخدمون القناصة لوقف تقدم القوات العراقية. وقال هادي العامري قائد منظمة بدر الذي يعد حاليا من أكثر الشخصيات نفوذا في العراق إن نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك لكن القوات العراقية في حاجة إلى الوقت. وأعلن قائد في قوات البيشمركة عن تطهير عدد من القرى جنوبيكركوك أمس. وقال وستا رسول قائد محور مخمور جنوبيكركوك في تصريح صحفي «إن قوات البيشمركة طهرت أمس الجمعة عددا من القرى من سيطرة تنظيم داعش وهي قرى تمتد على طول الطريق بين ناحية تازه باتجاه ناحية الرشاد جنوبكركوك». من جهته صرح المشرف على متطوعي الحشد الشعبي التركماني عن مقتل اثنين من المتطوعين وإصابة 5 آخرين خلال المعارك الدائرة حاليا لتحرير قرية بشير التركمانية من سيطرة تنظيم «داعش» في كركوك على بعد 250 كيلومترا شمالي بغداد. وقال يلمان النجار في تصريح صحفي «إن عمليات تطهير قرية بشير مستمرة وقواتنا الآن أصبحت في مقدمة القرية». وأضاف «سنطهرها اليوم بشكل مؤكد لكن علينا معالجة العبوات الناسفة والدور المفخخة قبل اقتحامها». وذكر «حتى الآن قتل اثنان وأصيب 5 آخرون من متطوعي الحشد التركماني». من جهتها قالت ممثلة منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في سوريا أمس إنه على الدول التفاوض مع تنظيم «داعش» للضغط عليه حتى يسمح لممثلي المنظمة بالوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها. وتقول وكالات الأممالمتحدة الأخرى إنها تكافح لتوصيل المساعدات الأساسية لملايين المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو «داعش» لكن التنظيم المتشدد يرفض الحديث معها. وقالت هناء سنجر في مؤتمر صحفي في جنيف إنه يجب إجراء مثل هذه المفاوضات «على الأقل لحماية الأطفال». وأضافت «هم يرفضون التحدث إلى الأممالمتحدة حاليا، لكن في الوقت نفسه إنها ليست مسؤولية وكالات الإغاثة الإنسانية فحسب. هذه مسؤولية سياسية وعلى الأطراف السياسية التحدث مع التنظيم والضغط عليه والبدء في حوار». وقال ينس لاركه المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المحادثات الرامية إلى توصيل المساعدات جارية مع جماعات مسلحة أخرى لكن «داعش» على النقيض من ذلك لا تريد التحدث إلى الوكالات الإنسانية». وأضاف «كعاملين في مجال المساعدات الإنسانية المبدأ هو – مع إمكانية أن تسهل «داعش» أو أي جماعة مسلحة أخرى الوصول إلى السكان المحتاجين- أننا سوف نتعامل معهم على المستوى المحلي في المقام الأول».