تضاربت التصريحات فيما يخص دعوة الحوثيين من عدمها لحضور اجتماع الرياض والمتعلق باليمن ما بين ما ذكره البيان الصادر للدورة 134، الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ووزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري فيما يخص بالانقلاب الحوثي، حيث تطرق البيان إلى رفضه لما يسمى بالإعلان الدستوري، ورفض شرعنته، وما بين ما ذكره وزير الخارجية القطري خلال رده على تساؤل خلال المؤتمر الصحفي، الذي أعقب الاجتماع، حيث ذكر أن الدعوة موجهة لجميع الأطراف للمشاركة في حوار الرياض، الذي دعا إليه الرئيس اليمني ورحب به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً، وأكد العطية أن الأمر مفتوح لإجراء الحوار مع الجميع للوصول إلى حل سلمي يعيد الأوضاع إلى نصابها والاستقرار إلى اليمن والشرعية الدستورية، مضيفاً أنه تم توجيه الدعوة إلى جماعة الحوثي لحضور مؤتمر الرياض كونهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب اليمني، معرجاً على أن مسألة الحضور من عدمه هي مسألة تخصهم. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده العطية مساء أمس في قاعدة الرياض الجويه عقب اختتام اجتماع الدورة ال 134 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وبحضور أصحاب السمو وزراء الخارجية ومعالي الأمين العام للمجلس. وفي سؤال «الشرق» حول أهمية أن ينتقل الملف اليمني من المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى مجلس التعاون، خاصة أن جولاته لم تسفر عن أي تقدم، وقد أكد العطية أن اليمن لا يستطيع رسم خارطته من غير أبنائه أنفسهم، وأن مجلس التعاون يحاول تهيئة الظروف لوصول الفرقاء السياسيين اليمنيين إلى ما يرتضيه الشعب اليمني، ولا يمكن أن يتم الاتفاق إلا من خلال الشعب اليمني. وأضاف العطية أنه سيجتمع مع ابن عمر ليل أمس الخميس في قطر والوصول إلى نتيجة إيجابية بشأن اليمن. وفي تساؤل آخر حول موقف دول الخليج من الخبر، الذي تناولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل عن وصول قائد تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي إلى مصر ورفع أعلام التنظيم في محافظات مصرية خلال انعقاد المؤتمر الاقتصادي فيها، شدد العطية على أن دول الخليج تحارب الإرهاب وترفض كل أشكاله ولا تقبل به ولا تمدده في أي دولة من دول العالم سواء في مصر أو غيرها، وأضاف الجميع يعلم دور دول الخليج العربي الواضح والصريح في مكافحة الإرهاب. وعن الموقف الخليجي من المناورات، التي أجراها الحوثيون بالقرب من الحدود السعودية بالتزامن مع انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض، قال العطية «دول المجلس لديها من الإمكانات التي تمكنها الدفاع عن مصالحها وأمن حدودها، بالتالي لن يؤثر تحرك من هنا أو هناك في دول المجلس. لدينا القدرة الكافية على حماية أراضينا وسيادتنا وأمن حدودنا». من جانب آخر، نفى العطية علمه حول تصريح المسؤول الإيراني باتهامه لدول كبرى بأنها تسبب القلاقل في العالم، وأكد أنه لو كان لديه توضيح حول تلك الدول المقصودة لرد عليه، مشيرا في الوقت نفسه إلى رفض الادعاءات الإيرانية حول أن بغداد عاصمة إمبراطورية فارس، فالعراق «سيد نفسه» ولا يقبل أي تدخل أجنبي، ومؤكداً في الوقت نفسه أن مجلس التعاون الخليجي يؤكد الحفاظ على الأمن في ليبيا والعراق. وحول ما إذا كان الاجتماع تطرق للملف النووي الإيراني أفاد معاليه بأن هذا الملف لم تتم مناقشته وهو متروك لأصحاب القرار من قادة المجلس، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أي اتفاق مرتقب بشأن البرنامج النووي لإيران يجب أن يؤكد الطبيعة السلمية للبرنامج. وفي المقابل وصف الدكتور الزياني اجتماع المجلس الوزاري بأنه كان مثمراً وبنّاءً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يتم تحديد موعد عقد مؤتمر للحوار اليمني في الرياض، وأن أمر تحديد موعد إقامة الحوار اليمني متروك للرئيس هادي. مشدداً في الوقت نفسه أن اللقاء هدفه المحافظة على الشرعية واستقرار اليمن. وحضرت الحرب الدائرة في تكريت ومخاوف الخليج من تحولها إلى حرب طائفية تستهدف المكون السني هناك، في أسئلة الصحفيين، ورد العطية على سؤال بهذا الشأن بقوله «السنة في العراق عانوا منذ فترة طويلة، لاسيما أن لهم دوراً كبيراً في 2007 بمحاربة الإرهاب، وفي لحظة ما اكتشفوا أنهم وحيدون في تحديد مصيرهم، فالآن لديهم تجربة مريرة في العراق، ونحن نحث الحكومة العراقية على الاستعجال بتنفيذ البرامج، التي أعلنت عنها الحكومة العراقية ليكون التعامل على أساس المواطنة وليس على أساس العرقية». وسجلت الدول الخليجية موقفاً تجاه التصريحات الإيرانية، التي اعتبرت العراق عاصمة الدولة الفارسية، مؤكدين دعمهم لبيان وزارة الخارجية العراقية الذي عبرت فيه عن استنكارها لذلك التصريح، وأكدت فيه أن العراق دولة ذات سيادة يحكمها أبناؤها ولن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بسيادته الوطنية.