الزيارة قبل الخطاب أثارت جدلاً في إسرائيل وأمريكا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي أيضاً أثار مزيداً من الجدل، وعلى الرغم من ادعاء نتانياهو بأن خطابه ليس سياسياً، إلا أن ما جاء في كلمته هو سياسي بامتياز، وما جاء في خطابه هو كلام حق يراد به باطل. ما قاله نتانياهو أمس بشأن الملف النووي الإيراني وتصرفات إيران وتوسعها في الدول العربية من العراق إلى سوريا فاليمن كلام حق، وناضل نتانياهو من أجل أن يخبر أعضاء الكونغرس الأمريكي بذلك (فهم لا يعلمون)، لكن ما هي حقيقية الموقف الإسرائيلي تجاه إيران وأذرعتها في سورياولبنان؟، ألا يحبِّذ نتانياهو الوجود الإيراني على حدوده في سوريا بعد أن ضمنه مع لبنان مثلاً؟ أليست حكومته التي تحبِّذ بقاء الأسد دمية إيران في دمشق، أليست شركاته الإسرائيلية هي من تكسر العقوبات الدولية على إيران، ألم يسمع نتانياهو ب (عوفر جيت) التي كشفت عن تعامل 200 شركة إسرائيلية مع إيران. نتانياهو لا يخشى أن تحوز إيران على سلاح نووي، ويدرك تماماً أن إسرائيل لم تتلق أي تهديد من إيران طوال تاريخ وجودها، فالإيرانيون منذ عهد الشاه إلى الآن حلفاء لإسرائيل في السر والعلن، بل زاد نظام الملالي من وتيرة خدمته لإسرائيل، فهم يبنون الجيوش ويكدسون الأسلحة ليس من أجل تحرير القدس كما يدعون، بل من أجل القضاء على الوجود العربي سياسياً وثقافياً وحضارياً. ونتانياهو يريد عرقلة الاتفاق النووي المقترح، ليطلق يد إيران في الوصول إلى السلاح النووي، الذي لن يكون موجَّهاً إلى إسرائيل بل باتجاه العرب لتكمل إيران مشوارها وتفعل ما لم تتمكن إسرائيل من القيام به وهذا ما يعرفه نتانياهو جيداً. نتانياهو أراد أن يكون حاضراً في المباحثات النووية على الرغم من غيابه عنها، ليكسب جولة جديدة في انتخابات رئاسة حكومة إسرائيل، وتسجيل نقاط ضد الرئيس الأمريكي أوباما، وتقوية ادعاءات حكَّام طهران بأنهم أعداء لإسرائيل، وهذا ما يمنحهم مزيداً من الشعبية في الأوساط التي تتبع ولاية الفقيه!