تزدحم الأفكار في عقول البشر وتتصارع وقد تتوالد لينتج عنها أفكار آخرى، ومع هذا الكم الهائل من الأفكار، نجد أننا في خطاب مع النفس يصعب بنا تنفيذ أمورنا، مما يعرقل عجلة الحياة لدينا ونبقى في دوامة التسويف ومن ثم التعطيل. فعادة الحكماء غربلة أفكارهم وتناولها حسب أولوياتها، كي يستطيعوا جدولة حياتهم، وهذا ما يعني ضرورة وضع جدولة للأولويات في حياتنا، كي لا يضيع كثير من الوقت ولا تهدر الأموال وتتبدد الهمم من كثرة ازدحام الأفكار وتشتتها. نحن في أمس الحاجة اليوم إلى التدقيق في أفكارنا وترتيبها مثلما يتم ترتيب أغراضنا الشخصية، فكلما كانت عقولنا مكتظة، شعرنا بأن الحياة من حولنا تمتلئ بالضجيج وتعبث بنا، وشعرنا بأن ناقوس الخطر يداهمنا، منوهاً إلى فوضى داخلية لاسبيل للخلاص منها، إلا إذا تم التعامل مع العقل ومايحتويه من أفكار على أساس متين حتى لايُخدش أي فكر من الآخر، على افتراض أن جميع ما يحمله العقل البشري يخدم فكره وينظم له متطلبات حياته، ويطرح مادون ذلك من أفكار سلبية تعيق خطة سيره وراحة باله، وكل ذلك حتى لاينجرف وراء تيارات تفكيره المتشابكة.