التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر كأول مسؤول دولي يستقبله هادي في عدن منذ فراره من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء، التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على شمال البلاد. واجتمع هادي بابن عمر ومعه عدد من قيادات الأحزاب السياسية اليمنية بالمقر الرسمي للرئاسة في العاصمة الاقتصادية عدن في خطوة مهمة تؤكد مدى الدعم الكبير، الذي يحظى به هادي وشرعيته من قبل الأحزاب السياسية المحلية والمجتمع الدولي. وكان هادي قد قدم استقالته الشهر الماضي بعد استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء في صراع على السلطة بعد أشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور. ووجه هادي الثلاثاء رسالة إلى البرلمان اليمني أبلغه فيها رسمياً بسحب استقالته. وأشاد هادي بجهود المبعوث الدولي، التي يبذلها في إطار تنفيذ عملية التسوية السياسية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. من جانبه، اثنى ابن عمر على جهود هادي ومدى صبره وتحمله في سبيل إخراج اليمن من أتون الصراعات والأزمات، التي تشهدها. وقال «هذا الاهتمام تجسد في عقد أكثر من اجتماع لمجلس الأمن الدولي خلال شهر واحد لمناقشة أوضاع اليمن، وهو ما يعكس مدى اهتمام المجتمع الدولي باليمن وتجلى في البيان الأخير الصادر الأربعاء عن مجلس الأمن، الذي أكد شرعية الرئيس هادي، ودعا الحوثيين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح وأعضاء حكومته». ويلقي الصراع على السلطة بين الحوثيين في صنعاء، وهادي في عدن بمزيد من الشكوك حول المحادثات، التي ترعاها الأممالمتحدة لحل أزمة اليمن سلمياً، كما يعمق من الانقسامات الطائفية والإقليمية، التي قد تغرق البلاد في حرب أهلية.