كشف رئيس برنامج تواصي الشيخ عبلان الدوسري، أن هناك دراسة خاصة للسجناء الذين يرغبون في الانضمام إلى برنامج «عطني فرصة.. لا لفقد الوظيفة» الذي ينظمه برنامج تواصي التابع للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» في المنطقة الشرقية، بهدف تخفيف عقوبة السجن عليهم لكي لا يفقدوا وظائفهم ومصدر رزقهم ودراستهم وغيرها من مكتسبات الحياة. وقال إن برنامج «تواصي» عرض على أنظار أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز برنامجا بعنوان «عطني فرصة.. لا لفقد الوظيفة»، حيث يهدف إلى مخاطبة الشاب للمجتمع لمنحهم الفرصة لكي لا يفقدوا وظائفهم، ووجه سموه بتشكيل لجنة لدراسة المشروع، وذلك بعد تطبيقه على فئة منهم. جاء ذلك خلال قيام اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم لجنة «تراحم» في المنطقة الشرقية بتوقيع عقد اتفاقية مع «مؤسسة أبنوس الشرق» « لإنشاء وتجهيز مضمار مشروع تدريب النزلاء على قيادة المركبات الثقيلة والمتوسطة بسجن الدمام، بحضور رئيس بلدية غرب الدمام فارس العريج، ونائب رئيس المجلس البلدي محمد آل دايل، وعدد من مديري الإدارات بالمنطقة، وذلك في مقر برنامج تواصي التابع للجنة تراحم بالمنطقة. وأوضح الدوسري أن اللجنة طبقت البرنامج مبدئيا على أكثر من عشرة متهمين في قضايا مختلفة، جرى النظر بقضاياهم، وبعد انضمامهم في البرنامج، أُصدر بحقهم أحكام مخففة، وذلك بعد أن صدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع البرنامج، وتم إطلاق سراحهم، من أجل أن لا يفقدوا وظائفهم وأسرهم الذين يعيلونهم، حيث أن الأحكام الخفيفة بحقهم جاءت، بموجب نظام مكافحة المخدرات من المادة ال 60 التي أعطت القاضي الصلاحية بتخفيض الأحكام وذلك للمتهمين بقضايا المخدرات، بأن لا يفقد وظيفته وبعد ضمانات بأن يحضر جلسات ودروسا بمركز الأمير جلوي بن عبدالعزيز للرعاية اللاحقة، وضمان الكشف المفاجئ عن تعاطي المخدرات، مشيراً إلى أنه إذا تجاوز المتهم القنطرة وحقق الهدف المطلوب تتم محاكمته بهذا الحكم المخفف لحفظ مستقبله الذي بناه. وبين أن البرنامج شامل جميع القضايا والموظفين وطلبة المدارس وفئات المجتمع، وأن الأحكام التي تصدر لمن انضم للبرنامج تحقق تطلعات القيادة الرشيدة بإصلاح من زلت بهم القدم، وذلك لضمان عدم ترتب مفاسد بعد دخولهم في السجن وترك وظيفتهم بعد الخروج منه أو الدراسة أو غيرها، مضيفاً أن البرنامج يحفظ جميع المكتسبات التي بناها ويحفظها له لحين خروجه بعد الحكم المخفف. وسرد الدوسري قصة أكاديمي خليجي في العقد السادس من عمره جاء زيارة للمملكة تم ضبطه من قبل الأجهزة الأمنية وبحوزته قطعة صغيرة من الحشيش المخدر وبعد دراسة حالته اتضح بأنه مربي أجيال وله مؤلفات في تربية الأجيال والتعليم على مستوى دول الخليج، حيث سجن لمدة 11 يوما في إحدى الجهات الأمنية وأطلق بالكفالة، وتم الحكم عليه بشهر في السجن وبقي من مدة الحكم 19 يوما، حيث تم كتابة خطاب لأمير المنطقة الشرقية بالنظر في قضية الخليجي بشأن العفو عنه وشمله عفو أمير المنطقة وبقي عليه الحد الشرعي لأنه أحد حدود الله التي يتم تنفيذها وهو 80 جلدة. وشكر الخليجي أمير االشرقية على هذه الوقفة غير المستغربة عليه والتي حفظت هيبته أمام أبنائه والجيل الذي قام بتعليمهم. من جهته، أوضح رئيس لجنة تراحم لرعاية السجناء والمفرج عنهم عبدالله بن محمد بن زيد آل سليمان أن الهدف الرئيس من توقيع الاتفاقية هو توفير وظائف تناسب نزلاء الإصلاحيات عند الإفراج عنهم لكسب رزقهم ورزق أسرهم وتحقيق الهدف الإصلاحي للنزيل باستغلال فترة عقوبة السجن في تدريب النزيل ومساعدته للعودة إلى المجتمع والانخراط فيه والمساهمة في الإصلاح المجتمعي ومساعدة الأسر لعيش حياة كريمة وممارسة حياته بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن هناك مسببات تدعو إلى تنفيذ المشروع وأهمها قلة الموظفين السعوديين في هذا المجال، واستغلال فترة العقوبة داخل السجن في التدريب ليكون جاهزا للعودة إلى المجتمع والحصول علي وظيفة في أسرع وقت، وعند الإفراج عن السجين يكون جاهزاً للعمل في الشركات المتعاونة مع اللجنة وتوفير الوظائف المناسبة لهم ومؤهلاتهم، حيث وفرت لجنة تراحم 1500 وظيفة للمفرج عنهم.