دخل دوري الدرجة الأولى للمحترفين منعطفاً جديداً وحاسماً في المنافسة والإثارة مع ختام الجولة الثالثة والعشرين، وسط سباق مطاردة شرسة تجمع ثنائي المنطقة الشرقية فريقي النهضة والقادسية، ومن خلفهم الثلاثي (الوحدة الاتفاق الطائي) وبدأت المنافسة تشتد بشكل أقوى مع نهاية الجولة الماضية، على ثلاثة مستويات تتمثل في رغبة تحقيق حلم الصعود إلى دوري جميل للمحترفين، وتجديد الآمال في البقاء في الأولى من خلال تحقيق مراكز الدفاء أو تفادي الهبوط لدوري الدرجة الثانية، وهو ما يوحي بكثير من الندية والقوة خلال السبع الجولات المقبلة المتبقية التي ستكشف من خلالها كافة فصول المسرحية. ولم تشهد لقاءات الجولة الحالية تغييراً ملحوظاً في الخطوط الأمامية مع تقليص لفارق النقاط بين (الخماسي) على الرغم من نجاح فريق الاتفاق من العودة إلى المطاردة لتضييق الخناق على ثلاثي المقدمة لخطف بطاقة التأهل، فيما تواصل هدوء مناطق الدفء بوجود الوطني والجيل والرياض والحزم والباطن، ووضحت الإثارة في منافسات البقاء في مؤخرة ترتيب الدوري، وبدأت دوامة الهبوط تهدد ستة فرق هي ( الفيحاء الدرعية المجزل الصفا حطين أبها )، وقد يحسم صراعها بحسابات معقدة، مع نهاية الجولات المقبلة لتحديد الثلاثي الهابط، ومن المنتظر أن تتواصل درجات التصاعد الفني في الجولات المتبقية، من رحلة الدوري الصعبة. استمر فريق النهضة في مواصلة صدارة الترتيب في رحلة الصعود بعد فوزه على الدرعية ليصبح رصيده عند النقطة 45، واشتدت المنافسة بينه ووصيفه القادسية إلى نقطة واحدة فقط، إذ انتزع «بنو قادس» فوزه الثالث عشر، وتزايدت حظوظه في سباق العودة لصدارة الترتيب والإبقاء على آماله بالعودة لدوري جميل للمحترفين، فريق الوحدة رغم الخسارة من القادسية ألا أنه بقى في المركز الثالث كأحد المرشحين لخطف بطاقة الصعود. تجاوز فريق الاتفاق آثار الخسائر الماضية التي تعرَّض لها بعد عودته مجدداً لدائرة الانتصارات التي غابت عنهم لأربع جولات متواصلة بتغلبه على الحزم ليصبح رصيده 41 نقطة، ليجدد حظوظه في الصعود بشرط عدم التفريط بالنقاط خلال الجولات المقبلة التي يأتي في مقدمتها مواجهة المتصدر فريق النهضة الخميس المقبل في دبي المنطقة الشرقية، في المقابل استمرّ أبناء حاتم الطائي في مسلسل زحفهم نحو الصدارة بعد تحقيقه انتصاراً مهماً أمام أبها ليضيف ثلاث نقاط ليصبح رصيده 36 نقطة. تشهد منطقة الوسط في دوري الأولى هدوءاً أكثر، بعيداً عن سباق الصعود والذي أصبح يجمع بين ستة أندية تقريباً، وحرارة القاع، على الرغم من أن هناك 7 جولات متبقية من الدوري، ومازالت فرق الوطني والجيل والرياض والباطن والرياض تشكِّل مكاناً ثابتاً لهم في الجولات الأخيرة مع تحسن كبير لفريقي الوطني والباطن بالجولتين الأخيرتين. نجح الفيحاء مجدداً في رحلة الهروب من شبح الهبوط، الذي كان يحاصره قبل ثلاث جولات، وأضحى بعد هذه الجولة على الرغم من خسارته من الصفا بعيداً عن دوامة الهبوط موقتاً، في المقابل مازال الدرعية للجولة الخامسة على التوالي يسجِّل نتائج باهتة وضعيفة ويرسم كثيراً من علامات الاستفهام سواء على أرضه أو خارجه، وكانت خسارته الأخيرة على ملعبه أمام النهضة تأكيداً على هذا التراجع الكبير. مازال الرباعي الصفا و حطين وأبها والمجزل في قاع الترتيب منذ منتصف الدور الأول، وبات التهديد بالهبوط لمصاف دوري الدرجة الثانية يحاصر ثلاثة منهم، ومصيرهم متعلق بنتائج الجولات المتبقية، على الرغم من أن واحداً من حطين أو أبها سيكون الأقرب نقطياً ونظرياً للهبوط، في ظل تقديمهم مستويات ضعيفة واستمرار تلقيهم الخسارة تلو الأخرى. سجّل في الجولة الثالثة والعشرين (20) هدفاً في (8) لقاءات، و يتصدر قائمة الهدافين موسى مدخلي (الوحدة) ب(17) هدفاً، يليه علي خرمي (الباطن) ب(12)، ثم صالح بشير (الاتفاق) وجاسم الحمدان (النهضة) وعادل اليماني (الوطني) ب(10)، ثم عمر الخضري (الرياض) ب(10).. أقوى الفرق هجوماً الوحدة ب(40) هدفاً، يليه الاتفاق ب(39)، ثم النهضة ب(36)، ثم الطائي ب(35)