حادثة إعدام تنظيم «داعش» الإرهابي مواطنين مصريين كشفت عن وجود قوي له في ليبيا، كما كشفت مدى الصمت الدولي عن هذا التنظيم، وعبثه في هذه الدولة دون اكتراث، وبشكل خاص مجلس الأمن، الذي انعقد أمس لبحث الوضع في ليبيا، والمفارقة أن الدول الغربية تفرض حظرا على توريد السلاح إلى ليبيا ويطبق على قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، وقواتها تواجه هذه الجماعات الإرهابية. «داعش» الذي أتى معظم عناصره من تنظيم القاعدة إنما هو «القاعدة» بلباس جديد ودور جديد، بات من الواضح أنه وظِّف لإنهاك المنطقة واستنزافها عسكريا وبشريا وماديا وحضاريا وقيميا وأخلاقياً، ومعظم الجيوش العربية اليوم أصبحت معنية بمحاربة هذا الإرهاب الذي يخدم المصالح الإيرانية والإسرائيلية في المنطقة. الغرب الذي دفع بقواته لإسقاط العقيد، ترك ليبيا ضعيفة دون جيش ودون حكومة وطنية قوية، فيما المليشيات المسلحة تسيطر على ترسانات الأسلحة التي صرف عليها العقيد مليارات، وأدار الغرب ظهره للحكومة الوطنية التي طردها «داعش» من مقرها في مدينة البيضا، ولم يتحرك مجلس الأمن تجاه سيطرة المتشددين على طرابلس العاصمة.اليوم أصبحت مناطق واسعة في المنطقة العربية تحت سيطرة إرهابيي «داعش» الذي يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في الاقتتال الديني والطائفي، وحالة استقطاب سياسي بلباس ديني خطير تقوده طهران ودوائر استخباراتية لزعزعة المنطقة العربية ربما عشرات السنين. المجموعة العربية في الأممالمتحدة طالبت مجلس الأمن أمس برفع الحظر عن الأسلحة للحكومة الشرعية والجيش الوطني الليبي، فهل سيصغي المجتمع الدولي، أم أن روسيا ستعرقل هذا القرار كما عرقلت مشروع القرار العربي ضد الحوثيين قبل أيام؟! روسيا ومنذ انطلاق ما يسمى الربيع العربي وقفت موقفا عدائيا سافرا ضد العرب، منحازة بشكل مطلق للمليشيات الخارجة عن القانون في سوريا واليمن، التي أسستها ورعتها حكومة طهران. فهل يدرك العرب مدى الخطر المحدق، بالمنطقة، وضرورة بناء استراتيجية عربية موحدة لمواجهة خطر الإرهاب وإيران؟