كسب المغرب معركته مع الاتحاد الأوروبي بعد مصادقة الأخير، أول أمس الخميس، على اتفاق التبادل الحر بين الجانبين في المجال الزراعي، برغم المعارضة الشديدة من مختلف التيارات الأسبانية التي توحّد برلمانيوها من أجل منع إدخال المنتجات الزراعية المغربية إلى 27 دولة أوروبية بما فيها أسبانيا. وحظي الاتفاق بدعم 398 عضوا ومعارضة 175 آخرين وامتناع 50 عن التصويت. وينص هذا الاتفاق على إجراءات للتحرير التجاري المتبادل في مجال المنتجات الزراعية ومنتجات الصيد البحري والتي ستُمكِّن٬ على الخصوص٬ من الرفع من حجم الصادرات المغربية من الفواكه والخضر نحو السوق الأوروبية وخفض الرسوم الجمركية المطبقة على دخول هذه المنتجات من كلا الجانبين.وينص الاتفاق على تحرير٬ بأثر فوري٬ ل 55 % من الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية ومنتجات الصيد البحري للاتحاد الأوروبي مقابل 33 % حاليا، و70 % من الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية والصيد البحري المغربية على مدى عشر سنوات مقابل 1 % حاليا. وبذل المغرب مجهودات كبيرة، لتتحقق معادلة التصويت على الاتفاقية، خاصة أن نواب أسبانيا من مختلف المشارب السياسية، جندوا كل طاقاتهم من أجل الوقوف في وجه الاتفاقية، بداعي أن المنتجات المغربية ستتسبب في ركود قطاع الزراعة الأسبانية.وكان وزير الزراعة والتغذية والبيئة الأسباني، ميجل أرياس كانييتي، وصف اتفاقية الزراعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بأنها ليست الأنسب للمصالح الزراعية الأسبانية. وتنفست السلطات المغربية الصعداء، بعدما كانت الاتفاقية في مهب الريح، خاصة وأن أسبانيا سعت إلى عرقلة الاتفاق على المستوى الزراعي، في الوقت الذي تخوض فيه معركة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي لتجديد اتفاقية الصيد البحري، بداعي تضرر صياديها وتكبدهم خسائر مادية كبيرة نتيجة منعهم من الصيد في المياه الإقليمية المغربية.من جهته قال عزيز أخنوش وزير الزراعة والصيد البحري المغربي٬ إن الاتفاق الجديد للتبادل الحر، في المجال الزراعي جاء نتيجة تضافر جهود الجميع٬ حكومة وعملا دبلوماسيا وعاملين بالقطاع وفاعلين وبرلمانيين، وتوقع أن يوفر الاتفاق فرصة لإنعاش المبادلات التجارية بين الجانبين ويتيح إمكانيات عديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والزراعية، مضيفا أن العلاقات التاريخية بين الجانبين ستعرف٬ بفضل هذا الاتفاق٬ تطورا جديدا. وتتيح الاتفاقية دخول العديد من المنتجات المغربية إلى دول الاتحاد الأوروبي خاصة تلك التي تعد ذات حساسية بالنسبة للفلاحين الأسبان الذين ينتجون نفس المواد مثل الطماطم والكوسة والخيار والثوم والفراولة واليوسفي.من جانبها انتقدت جبهة البوليساريو الانفصالية أول أمس الخميس ضم الأقاليم الجنوبية المغربية في الاتفاق الزراعي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، متهمة الدول ال27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بالتورط فيما أسمته سياسة الاحتلال والقمع ونهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية التي تطالب الجبهة بانفصالها عن المغرب.وذكرت الجبهة، في بيان لها نقلته وكالة «إفي» الأسبانية، أن الصحراء تمثل أراضي لا يحظى المغرب بأي حق في السيادة عليها أو إدارتها، وأوضحت أن الاتفاق الزراعي بين أوروبا والمغرب يجب أن يستثني جميع المنتجات القادمة من الصحراء. وزعم بيان الجبهة أن قبول هذه المنتجات يجعل الاتحاد الأوروبي مستفيدا مما أسمته السياسة المغربية للاحتلال وقمع ونهب الموارد الطبيعية للصحراء، ويمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي على حد زعم البوليساريو التي تأسست عام 1973.