خرجت جموع غاضبة في إقليم الأحواز العربي بإيران، في مظاهرات حاشدة في شوارع الإقليم ضد سياسات الدولة الإيرانية، التي اتهمتها بالعنصرية والعداء لعرب الأحواز. . وأكد مصدر من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ل «الشرق» أن مظاهرات أمس أتت استمراراً لأسبوع من التظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف . وقالت مصادر مطلعة إن عشرات الآلاف من الأحوازيين شاركوا في المظاهرات، وجاؤوا من عدة مناطق ومدن، وجاب المتظاهرون شوارع الأحواز الرئيسة، رافعين لافتات كتبت باللغتين الفارسية والعربية؛ للتعبير عن مطالبهم القانونية للحكومة الإيرانية، بعد ارتفاع أزمة التلوث وتجفيف الأنهار وبناء السدود وانتشار الفقر والبطالة في الأحواز. وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان أرسل ل «الشرق» نسخة منه أمس إن المتظاهرين عبَّروا عن استيائهم من التجاهل الحكومي لأزمة التلوث البيئي في الأحواز؛ حيث أصبحت الأحواز أكثر مدينة من حيث نسب التلوث في العالم، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014؛ بسبب وجود الشركات الإيرانية والصينية العاملة في التنقيب عن النفط والغاز في عموم مناطق ومدن الأحواز، واستخدام تلك الشركات لمواد وغازات سامة ومحرمة دولياً للتنقيب في البلاد. وأضاف البيان أن أهالي الأحواز أقاموا على طول الأسبوع الماضي عدة تجمعات احتجاجية على إهمال تدهور الوضع الجوي والتلوث من قبل مديري نظام الملالي وواصلوا هذه التجمعات ومنها في تجمعهم أمام مبنى المحافظة رغم ما أطلقته القوات القمعية من تهديدات ضدهم، إلا أنهم أصروا على البقاء تحت ذرات الغبار وهتفوا شعارات ضد مسؤولي النظام. ووصلت نسبة كثافة ذرات الغبار في أهواز 70 % أكثر من الحد القياسي، كما أن عديداً من مدن المحافظة قد تعطلت نتيجة كثافة تلوث الهواء والعواصف الترابية وذرات الغبار، كما أفادت هذه الأيام وكالات الأنباء الحكومية للنظام زيادة ذرات الغبار في محافظات لرستان وكرمانشاه وايلام وأذربايجان الغربية. وقال الناشط الحقوقي محمد مجيد الأحوازي: «ما يحدث في الأحواز الآن يُعدّ كارثة بيئية تهدِّد الحياة بكل أشكالها، حيث جفّت الأنهار والأهوار، وتم نقل مياهنا إلى المحافظات الإيرانية، وأصبحت العواصف الترابية السامّة التي أنتجها الجفاف تدمِّر حياة الأحوازيين وصحتهم وأراضيهم الزراعية». وواصل: «قضيتنا قضية إنسانية عربية عادلة.. الإنسان الأحوازي يُضطهد هناك إن كان سنياً أو شيعياً أو صابئياً، فالظلم واقع على الجميع». ومن أبرز المطالب العاجلة التي رفعها المتظاهرون ما يتعلق بوقف بناء السدود التي تم إنشاؤها على الأنهار الأحوازية كنهر كارون والكرخة، كي تعود المياه والحياة إلى الأنهار التي تم تجفيفها بسبب تلك السدود التي أقيمت على مصباتها من قبل الحكومة الإيرانية. وطالب المتظاهرون أيضاً بوقف نقل مياه الأحواز عن طريق الأنفاق العملاقة إلى العمق الإيراني لمحافظات أصفهان وطهران وسمنان.